عندما تكون القيادة عظيمة،* *تكون الحلول سليمة..

فبراير 21, 2025

لحج العد – أكرم العلوي

الحياة مدرسة تعلمك الدروس، ودروسها تغنيك عن أي ناصح وتفهم من الدروس كل من حولك، فتميّز المحب لك منهم من غير المحب، لأنه لا يمكن أن تفهم معايير الناس إلا عندما تضعك الحياة في مواقف عصيبة تحل عليك، تعرف من خلالها عظماء الهامات القيادية العظيمة التي من خلال الارتباط المباشر بهم، ودورهم في حل المشكلة، وقد عرفت أنـهم كذلك، فهم أصحاب القلوب الكبيرة بل صدورهم وطن يتـسع للجميع تشعرك أنك ابـن لهم من خلال تعاملهم الطيب والأخلاقـي الذي يجعلك تحترمهم بشكل تلقائي مع وجود بالأصل، بل بحسن طباعهم يـفرضون عليك الاحترام بلا تكلّف، وكأنك ليس عسكريا لدى وحدتهم وهم قيادةٌ عليك. وقد يحصل سوء فهم، وما حصل من سوء فهم بيني وبينهم بسبب منشور قمت بنشره تطرقت فيه إلى أمور لا داعي لشرحها كان عن طريق النـقل أو عن طريق الكثيرين ممن يحاولون أن يزيدوا النار اشتعالًا، في أستقلال هذه البورة في توقيف الراتب ، مع أنني لم أفكر فيه حتى مجرد تفكير بسيط أن أسيء فيه لأي شخصية قيادية، وإنما كان غرضي هو الحرص وبحسن نيّة وغرض سليم، لكن قد يُفهم بغير ما في بطن الشاعر من معنى، مما أدي ذلك إلى توقيف راتبي لأربعة اشهر على التوالي، وكنتيجة لهذا التوقف فقد كان هذا الموقف الذي واجهني درسا كبيرا لا يمكن أن أنساه عرفت من خلاله قيادات عظيمة تستحق الاحترام والتقدير.
وعلى سياق متصل في حل الإشكال في توقيف راتبي تم استدعائي من قبل قيادة القوات البحرية ممثلة بالفريق الركن عبدالله سالم النخعي، وبالطبع استجبت للاستدعاء وقد تواصل بي عبر الواتساب وذهبت إلى منزله الكائن في خور مكسر احتراما وتقديرا له، فرأيت منه عجباً في استقباله الحار بروح تحمل كل معاني البشاشة والأخلاق وحسن الاستقبال يشعرك أنك تتعامل مع أب محب لك عطوف عليك وتبادلنا أطراف الحديث في نقاش ودي سلس وسليم من أي شائبة. لقد دار حوار كثير ولم يكن استدعائي من الأخ الفريق الركن للخوض معي في أي جدال حول ماحصل من مشكلة بيني وبين قيادات القوات البحرية، وإنما تطرقنا إلى بعض الأمور، ولقد استدعاني في الأساس من أجل يطلق عن رواتبي الموقفة وكأن حال لسانه يقول نحن نعلم ونعرف الظروف وتوقيف الراتب لا يليق لا سيما في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها كل مواطن مع العلم أن توقيف الراتب لم يكن من قِبله وهو لا يعلم بذلك من الأساس إلا من بعد، وأصدر توجيهاته بإطلاق رواتبي بورقة موقعه منه واستلمت رواتبي كاملة بلا نقصان بحق وحقيق من قبل مدير مالية القوات البحرية العميد الركن أحمد صالح البيض حسب توجيهات الأخ الفريق الركن عبدالله سالم النخعي قائد القوات البحرية إلى الدائرة المالية بصرف الرواتب الموقفة وسير الراتب شهريًا على المعتاد كما كان قبل الإشكال.
وعلى هذا هنا عرفت أن هناك قيادة عظيمة في تعاملها وفي قمة سلوكها وبصدر واسع، فطبيعة الأمور تسير هكذا دوماً، وعندما تكون القيادة عظيمة تكون الحلول سليمة، قيادة لا تخلق من المشكلة مشاكل، إنما تحمل الحكمة في إيجاد الحل تحت مظلة كسب القلوب خير من كسرها، فهذه القيادة الحكيمة التي تنظر إلى الأفق البعيد لا إلى تحت الأقدام، هو برتبة فريق ركن ومع هذا فقد رأيت منه من التواضع والأخلاق ما يجعلك تخجل من نفسك، فلم التمس منه أي نوع من التعالي في تخاطبه وتعامله معي، فحفظ الله الهامات القيادية من هؤلاء العظماء الفريق الركن عبدالله سالم النخعي قائد القوات البحرية ومستشار وزير الدفاع لله درك ودر أخلاقك الأكثر من رائعة.
ولا أنسى بالذكر من عرفتهم خلال حصول معي مشكلة الراتب الذين كانوا نعم الرجال في مشاعرهم النبيلة ومواقفهم الأصيلة والذين كانوا همزة وصل في حل الإشكال ومنهم اللواء القائد خالد يسلم العلوي قائد اللواء 14 مدرع، والعقيد الركن سعيد صالح العلوي ركن عمليات محور أبين ، والعقيد بحري العلواني كبير مهندسي القوات البحرية، والعميد أحمد صالح البيض مدير مالية القوات البحرية الذي رأيت منه كل صفات الطيبة في استقباله لي في منزله الكائن في عدن، فحفظهم الله جميعاً ولهم مني كل الشكر والتقدير لمواقفهم النبيلة وأخلاقهم الراقية ذات الطراز النادر.