مجلس القيادة الرئاسي المجلس المطاح به ليس بفرمان سياتي من الرياض ، وليس بإعادة ترتيب البيت الداخلي بالتوافق ، بل بفشل مشروعه وسقوطه وفق معيار الإخفاق بالإنجاز.
المجلس الرئاسي سقط في إمتحان تقديم الأفضل أو تجويد ماهو قائم لإرث من كان قبله ، أخفق في ملفات الحقوق ، في الخدمات ، في مكافحة الفساد وفي ملف الحرب.
المزاج السياسي والشعبي العام يذهب نحو شطب هذا المكون برؤوسه الثمانية ، وبالتالي أي محاولة لإعادة ترميم تصدعات الثقة
بين الشارع المنهك بمتطلباته المعيشية الحياتية اليومية، وهذه الطبقة الحاكمة ، لم تعد تحمل في طياتها ممكنات النجاح أو تأجيل حتمية القادم ، المفتوح على خيار الحراك الذي يتخطى الجميع ويقدم بديله بإطاحة الجميع.
ثلاث سنوات يعمل المجلس خارج سياق الناظم الداخلي، الذي يحكم شكل عمل هذه المؤسسة الرئاسية العليا ، فقط قبل إسبوع تم إنجاز مسودة النظام الداخلي الحاكم لعمل المجلس ، ما يعني إن كل السياسات وكل القرارات وكل أشكال إدارة عمل الرئاسة كانت تتم وتُدار دون مستوى عقل الدولة ، ومن يعجز عن إنجاز لائحة تنظيمة داخلية لثلاث سنوات من التأسيس، قطعاً سيبقى عاجزاً عن حل القضايا الملحة غير قابلة للإرجاء ولا تحتمل التأجيل.
بقراءة المزاج العام لهذا التتابع في تشكيل الرئاسات والحكومات بالإملاء الخارجي ، والإنقلاب عليهما ثم إعادة تشكيلهما لتنفيس الإحتقان ، لم تعد تحتل مساحة في إهتمام كل قطاعات المجتمع، التي فقدت كل شيء في عملتها وقوتها وسلامها الداخلي ، ولم تعد تراهن على شيء يأتيها من خارج إستحقاقات هي من تصوغها، وتفرض مفاعيلها بقوة الشارع، الذي غادر مربع الخوف مما سيخسره إن إنتفض ضد كل هذه الرداءة وشطب بقوته المهولة المستهان بها الجميع.
أخطر مايحدث إن الطبقة السياسية التقليدية، لا تراهن سوى على الخارج لتمديد إستمراريتها ، حيث التفاعلات الداخلية وقوى الفعل الوطني خارج حساباتها.
هذا التعالي النخبوي والفشل الرئاسي الحكومي ،هو من سيشعل النار في هذه الأجسام وافرة الأزمات غير المنتجة للحلول ،والتي تعتاش على الإرتهان ونهب الثروات، ويدفع الناس لقول كلمتها الفاصلة بلسان الشارع الغاضب، ولكنه غير المحبط من صياغة عقد إجتماعي جديد :
إذهبوا إلى قاع الجميع رئاسة وحكومة معاً، هذا وطنٌ وليس كعكة تقاسم.