التصدي الفكري والسياسي والثقافي لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوى الاحتلال اليمني ضد شعب الجنوب الصامد

التصدي الفكري والسياسي والثقافي لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوى الاحتلال اليمني ضد شعب الجنوب الصامد
لحج الغد / تقرير مريم بارحمة
يتعرض الجنوب اليوم لحرب إبادة جماعية ممنهجة تقودها قوى الاحتلال اليمني بهدف محو هويته الوطنية الجنوبية وتصفية وجوده السياسي والاجتماعي والثقافي. هذه الهجمة الشرسة لم تعد مجرد صراع سياسي، بل تحولت إلى حرب إبادة تسعى لاجتثاث الجنوب من جذوره عبر التضليل الإعلامي، والتشويه السياسي، والتخريب الاقتصادي، والإرهاب الموجه ضد شعبه.
إن هذه الحرب لا تستهدف الجنوب فحسب، بل تهدد الأمن الإقليمي والدولي، مما يستوجب تصدّيًا فكريًا وسياسيًا وثقافيًا شاملًا، يكون مقنعًا للشارع الجنوبي، ومحرجًا لقوى الاحتلال اليمني، وجاذبًا لدول التحالف العربي، ومطمئنًا لدول مجلس الأمن الدولي، مع ضرورة كشف الحقائق التي يسعى الاحتلال لإخفائها.
-خطاب مقنع ومحفّز
يجب على الشارع الجنوبي إدراك أن الحرب التي تشنها قوى الاحتلال اليمني ليست مجرد معركة سياسية عابرة، بل هي حرب إبادة منظمة تستهدف طمس هويته الوطنية والوجود الجنوبي سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا. فالهجمات الممنهجة، والتضييق الاقتصادي، واستهداف القيادات الجنوبية، كلها مؤشرات على أن الاحتلال اليمني يسعى لإضعاف الجنوب وتحويله إلى ساحة فوضى تخدم مصالحه.
لذا، لا بد أن يكون الخطاب الجنوبي تعبويًا، يعزز وحدة الصف الجنوبي، ويؤكد أن الصمود والنضال المستمر هما السبيل الوحيد لحماية الجنوب واستعادة حقوقه السيادية. ويجب أن يدرك أبناء الجنوب أن محاولات الاحتلال اليمني لكسر إرادتهم لن تنجح، وأن مشروع التحرير والاستقلال ليس مجرد حلم، بل واقع يفرضه نضال الأحرار وصمود القوات المسلحة الجنوبية بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي.
-وعي الجنوبيين بالمؤامرة ضدهم
رغم الإدراك الواسع بين الجنوبيين لحجم المؤامرة التي تستهدفهم، إلا أن التحدي يكمن في تعزيز هذا الوعي وترجمته إلى خطوات عملية. لذا، من الضروري تكثيف الجهود الإعلامية والتوعوية عبر حملات إعلامية مكثفة، وندوات سياسية، وبرامج تدريبية تعزز الوعي الوطني وتكشف مخططات الاحتلال.
-الإعلام المضلل وكيفية التصدي له
تلعب قوى الاحتلال اليمني دورًا بارزًا في نشر الأكاذيب لتشويه الحقائق عبر منصات إعلامية تمولها جهات معادية لقضية الجنوب. والتصدي لهذه الحملات يتطلب استثمارًا أكبر في الإعلام الجنوبي، ودعم الصحفيين الوطنيين، وتكثيف الوجود الجنوبي في وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، إضافة إلى كشف التضليل الإعلامي بالأدلة والبراهين.
-تعزيز الخطاب الوطني الجنوبي
لتعزيز الخطاب الوطني الجنوبي، يجب أن يسعى الإعلام الجنوبي إلى توحيد الصف الجنوبي تحت قيادة موحدة، وتشجيع تنظيم المظاهرات والمسيرات السلمية في الداخل والخارج لكشف انتهاكات الاحتلال. كما ينبغي دعم القوات الجنوبية معنويًا، وتعزيز جاهزيتها العسكرية والأمنية، وإبراز انتصاراتها الميدانية.
-خطاب موجع لقوى الاحتلال اليمني
يجب أن يكون الخطاب الجنوبي كاشفًا لمخططات الاحتلال اليمني أمام العالم، عبر فضح جرائمه الممنهجة، من اغتيالات استهدفت القيادات الجنوبية، واعتقالات تعسفية للناشطين والصحفيين، إلى الحصار الاقتصادي والتجويع المتعمد لشعب الجنوب، وتدمير البنية التحتية ونهب الثروات. كما يجب التأكيد على أن الاحتلال يعتمد على الخداع والتزوير لتشويه صورة الجنوب، ونشر الفوضى، ودعم الجماعات الإرهابية لضرب الأمن والاستقرار.
لماذا لا يرحل الاحتلال اليمني رغم ثورة شعب الجنوب ضده؟ ببساطة، لأن هدفه ليس الاحتلال فحسب، بل الإبادة والطمس الكامل للهوية الجنوبية، فهو يسعى لإبادة الجنوب ثقافيًا وسياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا لضمان عدم نهوضه مجددًا.
-توثيق الجرائم وإيصالها إلى المجتمع الدولي
على قادة الجنوب، والحقوقيين، والإعلاميين، والنشطاء الجنوبيين، توثيق جرائم الاحتلال اليمني عبر إنشاء فرق قانونية متخصصة وفق المعايير الدولية، والتعاون مع المنظمات الحقوقية الدولية، وإنتاج أفلام وثائقية وتقارير حقوقية تكشف الانتهاكات أمام الرأي العام العالمي.
-خطاب جنوبي جاذب
التحالف العربي شريك استراتيجي للجنوب في مواجهة المشروع الإيراني التوسعي. ومن هنا، يجب أن يؤكد الخطاب الجنوبي لدول التحالف أن استمرار الاحتلال اليمني في الجنوب يخدم المشروع الإيراني، ولا يخدم الأمن القومي العربي.
ويجب توضيح أن الجنوب كان وما زال الدرع الحصين للأمن القومي العربي، وأن تماسكه واستقراره ضمان لاستقرار المنطقة. كما ينبغي تصحيح المعلومات المضللة التي تروجها قوى الاحتلال اليمني لإحداث شرخ بين الجنوب والتحالف، وتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الدول الداعمة للجنوب، وتقديم رؤية واضحة لمستقبل الجنوب كدولة مستقرة وشريكة للتحالف.
-خطاب متزن
المجتمع الدولي بحاجة إلى خطاب سياسي متزن يؤكد أن الجنوب شريك فاعل في الحرب ضد الإرهاب، ولا يسعى إلى الفوضى، بل إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي. يجب توضيح أن الجنوب لم يكن يومًا مصدر تهديد للأمن الدولي، بل هو ضحية لمؤامرات الاحتلال اليمني.
يجب أن يكون الخطاب الجنوبي موجّهًا لدول مجلس الأمن، ليكشف لهم أن ما يحدث في الجنوب لا يخدم مصالحهم الاستراتيجية، بل يؤدي إلى مزيد من الفوضى والإرهاب. ولذا، يجب تقديم نموذج سياسي واقتصادي يثبت قدرة الجنوب على إدارة شؤونه، والتأكيد على التزامه بالقوانين والاتفاقيات الدولية في إطار الدولة الجنوبية المستقلة.
-كشف الحقائق
يجب على قادة الجنوب توضيح أن الاضطرابات الحالية هي نتيجة مباشرة للحرب الإعلامية والتضليل السياسي الذي تمارسه قوى الاحتلال اليمني. إن الادعاءات التي تروجها هذه القوى عن الجنوب ومجلسه الانتقالي الجنوبي وقواته المسلحة الجنوبية ليست سوى أكاذيب تهدف إلى خداع المجتمع الدولي وإطالة أمد الاحتلال.
كما يجب التأكيد لحلفائنا في التحالف العربي ولمجلس الأمن الدولي أن الجنوب يقف معهم في مواجهة الإرهاب، وأنه شريك أساسي في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي. إن ما يحدث في الجنوب ليس مجرد نزاع سياسي، بل هو إبادة جماعية تهدف إلى إزالة الجنوب من الخارطة السياسية والجغرافية.
لذا، لا بد من التأكيد على مشروعية قضية الجنوب وفق قرارات الأمم المتحدة، وتسليط الضوء على جرائم الاحتلال اليمني، وتعزيز دور الجنوب في مكافحة الإرهاب من خلال توثيق إنجازات القوات الجنوبية، وتعزيز التعاون الأمني مع التحالف العربي لملاحقة الجماعات الإرهابية، وتأكيد التزام الجنوب بمحاربة التطرف بكافة أشكاله.
-دور الإعلام الجنوبي
إن التصدي لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوى الاحتلال اليمني يتطلب مواجهة شاملة على المستويات الفكرية والسياسية والثقافية. لذا، يجب أن يكون الإعلام الجنوبي موجهًا نحو الداخل لتعزيز الصمود، ونحو الخارج لكشف الحقائق ودحض الأكاذيب، ونحو الحلفاء لكسب الدعم والتأييد.
ورغم الجهود المبذولة، لا يزال الإعلام الجنوبي بحاجة إلى دعم أكبر، سواء من خلال تطوير قنواته الإعلامية، أو توفير إمكانيات مالية وتقنية تتيح له الوصول إلى منصات أوسع.
إننا اليوم أمام مسؤولية تاريخية تستوجب منا جميعًا التكاتف والتوحد لحماية الجنوب وقضيته، وإيصال صوتنا للعالم بأن الجنوب لن يكون لقمة سائغة للاحتلال اليمني، بل سيظل صامدًا حتى تحقيق النصر واستعادة الدولة الجنوبية المستقلة.
اقرأ المزيد :
https://www.4may.net/news/139627
تابعونا عبر صفحتنا بتويتر
https://twitter.com/may4news
صحيفة 4مايو الالكترونية