أزمات مفعلة.. كيف تستخدم الكهرباء كأداة للضغط السياسي في عدن؟
لحج الغد / حافظ الشجيفي
خرجت محطة بترومسيلة الكهربائية في عدن عن الخدمة بشكل كامل اعتبارًا من الساعة الثانية عشرة منتصف ليلة أمس، وذلك بدعوى نفاد كميات النفط، بعد قيام مسلحي بن حبريش، رئيس حلف قبائل حضرموت، بالتقطع لناقلات النفط الخاصة بالمحطة في مخارج المدينة، ومنعها من الوصول إلى عدن تحت ذريعة الضغط على الحكومة للوفاء بمطالب أبناء المحافظة التي يزعم بن حبريش انه بتبناها بالتزامن مع توقف محطة الكهرباء البخارية التي تعمل بالبنزين ومحطة الطاقة الشمسية، مما أدخل عدن في ظلام دامس حتى اللحظة، دون أن تحرك الحكومة ساكنًا حيال هذه الأزمة المتفاقمة.
في السنوات الماضية، شهدت محطة بترومسيلة العديد من التوقفات التي تم تبريرها بمبررات وذرائع وهمية مختلفة. مرة كان السبب بتعلق بالتقطع لناقلات النفط في أبين، ومرة أخرى كانت هناك مزاعم بوجود بلاطجة يقومون بذلك في الخط الرابط بين شبوة وعدن ، وكذلك ومرة ثالثة للمطالبة بالكشف عن مصير المختطف المقدم عشال الجعدني.اما هذه المرة فقد انتقل المبرر إلى حضرموت، وتحديدًا إلى بن حبريش، الذي يبدو أنه يمثل دور الخصومة مع السلطة في خطة تستهدف إغراق عدن في الظلام بهدف تركيع الشعب الجنوبي وإرغامه على التخلي عن أهدافه في الاستقلال والقبول بمشاريع سياسية تنتقص من تطلعاته وتضحياته.
لكن يبدو أن مدبري هذه الأزمات أغفلوا أن هناك حقولًا نفطية تتواجد في شبوة، التي تقع خارج سيطرة بن حبريش، ويمكنها تزويد محطة بترومسيلة بما تحتاجه من النفط الخام. فالنفط لا يتوفر في حضرموت فحسب، بل يتواجد بكميات هائلة في شبوة أيضًا. ولو كانت السلطة جادة في التعامل مع هذه الأزمة وليست هي التي تدعم بن حبريش وتقف خلفه، لتمكنت من معالجة المشكلة بسرعة، بدلاً من الاعتماد على مبررات وذرائع واهية.
إلى جانب محطة بترومسيلة، توجد محطتان أخريان لتوليد الطاقة الكهربائية في عدن؛ المحطة البخارية التي تعمل بالبنزين في مدينة الشعب ومحطة الطاقة الشمسية. حيث أفادت إدارة مؤسسة الكهرباء بأن المحطة البخارية توقفت عن العمل بسبب عدم قيام الجهات المعنية في الحكومة باستيراد البنزين اللازم لتشغيلها منذ ثلاثة اشهر. وهنا يبرز تساؤل حول أسباب عدم تحرك الجهات المعنية لاستيراد الوقود، وبينما تواصل المؤسسة مناشداتها لبن حبريش للسماح لناقلات النفط المحتجزة بالمرور إلى عدن. فانها لم توجه أي دعوة للحكومة باستيراد البنزين للمحطة البخارية منذ ثلاثة أشهر.
أما بالنسبة لمحطة الطاقة الشمسية، فقد أشارت المؤسسة إلى أنها ستتوقف أيضًا عن العمل بسبب عدم وجود مركز أحمال مناسب للشبكة كمحطة بترومسيلة حيث يستدعي هذا الأمر توضيحًا من المهندسين المختصين في الكهرباء حول العلاقة بين مركز الأحمال الخاص بكهرباء بترومسيلة وكهرباء الطاقة الشمسية وكيف يمكن ان يؤدي توقف محطة بترومسيلة الى توقف محطة الطاقة الشمسية.
من خلال هذه الحقائق، يتبين أن الأزمات المتكررة في عدن تحمل طابعًا مفتعلًا يهدف إلى الضغط على الشعب الجنوبي وإرغامه على قبول مشاريع سياسية تنتقص من قضيته الوطنية وتطلعاته نحو استعادة دولة الجنوب وإعلان استقلالها. يتطلب الوضع الراهن من الجميع التفكير بحكمة والعمل من أجل إيجاد حلول جذرية تضمن حقوق المواطنين وتلبي احتياجاتهم الأساسية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.