أخبار لحجصفحات من تاريخ لحج
ضعف التنظيم والتسويق الزراعي في لحج يتسبب بخسائر للمزارعين

> هشام عطيري:
لا شك أن الجمعيات الزراعية تلعب دورًا محوريًا في تنظيم العملية الزراعية، إذ تساهم في توجيه المزارعين نحو زراعة المنتجات المطلوبة في الأسواق، ما يضمن لهم عائدًا اقتصاديًا مستدامًا. وقد أثبتت هذه الجمعيات نجاحها في بعض المناطق، لا سيما في الشمال، حيث تمكنت من تحقيق نتائج إيجابية وأرباح وفيرة للمزارعين المنتسبين إليها، من خلال دراسة السوق وتحديد الاحتياجات الزراعية المناسبة.
مزرعة طماطم
في المقابل، تعاني الجمعيات الزراعية في الجنوب، خصوصًا في محافظة لحج، من ضعف في التنظيم والتسويق، ما أدى إلى خسائر فادحة للمزارعين، خاصة في محاصيل مثل الطماطم والبصل. وخلال الموسم الحالي، شهدت لحج توسعًا كبيرًا في زراعة الطماطم، الأمر الذي أدى إلى زيادة العرض مقابل قلة الطلب، فتراجعت الأسعار بشكل حاد، واستغل بعض التجار الوضع باحتكار المنتج وفرض أسعار منخفضة.
زراعة الطماطم
يؤكد المزارع وهيب علي أن الموسم الحالي لتسويق الطماطم كان سيئًا للغاية، مشيرًا إلى أن غياب التنسيق والتنظيم للعملية الزراعية تسبب في حالة من الاضطراب في السوق. وأوضح أن جميع المنتجات تذهب إلى سوق واحد فقط، ما أدى إلى احتكار الأسعار من قبل التجار، مطالبًا الجهات المختصة بفتح أسواق جديدة لتصريف المحصول.
أما المزارع مروان أحمد، فيشير إلى أن زراعة الطماطم تبدأ في سبتمبر، حيث يعمل المزارعون على متابعة المحصول والعناية به لمدة ثلاثة أشهر قبل بدء عملية الحصاد. لكنه تفاجأ بتدني الأسعار عند التسويق، ما كبد المزارعين خسائر كبيرة. وأضاف أنه استثمر في إنتاج كميات كبيرة، كما وفر عشرات العاملات لجني المحصول، على أمل استعادة تكاليف الإنتاج وتحقيق هامش ربح معقول، إلا أن الواقع كان عكس ذلك.
حصد المحصول من الطماطم
من جانبه، يكشف المزارع سالم عبده أن غياب البنية التحتية الضرورية، مثل الثلاجات وبرادات التخزين، إضافة إلى عدم توفر قنوات للتسويق الخارجي، تسبب في تفاقم أزمة تصريف الطماطم. وذكر أن المزارعين دخلوا في سباق لزراعة الطماطم، ما أدى إلى تكدس المحصول في الأسواق بشكل يفوق القدرة الاستهلاكية. وأكد أن ضعف دور السلطة المحلية وغياب الجمعيات الزراعية الفاعلة فاقم العشوائية في الإنتاج، مطالبًا بوجود جمعيات قوية تنظم العملية الزراعية بما يتناسب مع احتياجات السوق.
التسويق للمنتج