رحلة العودة.. وخطة ترامب
فيما يخص تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب، بشأن خطة التهجير من غزة إلى مصر والأردن، وسط رفض البلدان معزز برفض عربي واسع، فإنها تمثل خطاب تصعيدي رغم اتفاق الهدنة، وهي تحمل عدة تفسيرات، أبرزها من وجهة نظري :-
التفسير الأول أن تصريحات تخاطب الرأي العام الصهيوني حول العالم، لطمأنتهم بعد الصفعة الاقوى التي تلقوها من مشهد (رحلة العودة) لأبناء غزة من الجنوب إلى الشمال والتي تشكل انتصار على مخطط التهجير، وعنوان صمود غزة وسلاح أقوى من السلاح العسكري، ويرجح هذا التفسير لكون تصريحات ترامب لا تختلف عن التصريحات التصعيدية تجاه كندا وقناة بنما والصين ومجموعة بركس وغيرها والتي نجدها تتكرر بشكل مستمر.
التفسير الثاني أن المنطقة مقبلة على تصعيد حقيقي قادم، ضمن المخطط الصهيوني القديم الجديد لتهجير الفلسطينيين من أرضهم وتحويل غزة إلى ضفة غربية أخرى وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية، والهدف الرئيسي هو ما بعد غزة باستهداف جمهورية مصر العربية (حائط الصد العربي) وأمنها القومي، وان تسلل إيران إلى مربع الصراع قد أنهى مهمته في التهيئة لتصعيد الصراع العربي الصهيوني.
وعلى ما يبدوا أن التفسير الأول هو الأرجح سيما والسياسة تحركها المصالح وليس المواقف والتصريحات، ناهيك عن توجه ترامب وحزبه الذي يركز على الجانب الاقتصادي بدرجة رئيسية ويفضله كخيار يتفوق على الخيار العسكري، إضافة إلى تصريحاته باستقرار المنطقة العربية والشرق الأوسط، وهذا لا يعني استبعاد التفسير الثاني، كما ولا استبعد في وجهة نظري هذه وجود تفسير ثالث لتصريحات وخطة ترامب.
1 فبراير 2025م