مقالات

أين الحكومة؟

لحج الغد – عبود الشعبي
بدأ مطار عدن الدولي محطة لمغادرة المسؤولين.. حِراك غير مسبوق للطيران في الجو..

نقرأ أو نسمع عن لقاءات لمسؤولي الدولة مع أشقاء وأصدقاء، لكن خارج البلد..

احتار الشعب من سلوك كبار مسؤولي الدولة.. “أين الحكومة؟”.

دخل صباح وخرج صباح، وحال المواطن بئيس، والدولار يعبث بالمعيشة والاقتصاد، ومجلس الحُكم والوزارة يتيهون في العواصم، أطالوا المكث، ولا رجعوا لنا بخبر، ولا زفّوا لنا بشارة.

كنا نسمع عن مقولة:”سحابة ثم تنقشع”، لكن تلبّد الجو بغيمٍ كثيف في ظل قيادة ضعيفة، آثرت السياحة في الأرض بعيدة عن الديار، وتركت الشعب يصارع صَلَف الدولار، وغلاء الأسعار في ظل حكومة البوار.

ما أجلّ مواطن هذا البلد وأرفع شأنه يتجلّد في الخطوب، يتبسم في الحوادث، يصبر للمصائب، ما ترك له الغلاء سلعة رخيصة يبتاعها إلّا رفعها حتى “البيضة”!

شعبٌ يبشِّر نفسه أنّهُ سيشبع ويسعد، هو أكْرَم شعب على ظهر البسيطة، مازال يحفظ عن أبي القاسم الشابّي:

فلا بُدّ للِيلِ أنْ ينجلي

ولا بدّ للقيدِ أنْ ينكسر

إنْ كانت أزمة البلد صُنِعَت في صنعاء، وعجز حتى اللحظة القريب والغريب عن وضع حلٍّ لها، فليعش الحاكم مرارة الأسى لضعفه وجُبنه، ونشهد أن الجنوب كان جريئًا ومحقًا حين بَسَطَ جناحيه على أرضه.. ولئن كان وفد الحكومة إلى نيويورك جنوبيًا خالصًا، فهو ثمرة الحريّة، ومن قبيل البُشرى والفأل الحَسَن، هو صُبحٌ أبْلَج يملأُ الربوع نورًا وسرورًا.

لكن ماذا بعد؟!

سيكون من البديهي أن تشهد الساحة حِراكًا جديدًا، ويترقب الناس الآن ما ستؤول إليه لقاءات مسؤولي الدولة مع المانحين والداعمين، ولن ينتظر المواطن حتى يدخل عليه رمضان وهو عالقًا بين مواعيد سلطة الحاكم، بينما تتطاير المليارات إلى البنوك والجيوب.

ما لا تدركه الحكومة إنّها إنْ لم تُفصح عن حل لأزمة المعيشة فإنّها ستواجه بالحزم والعزم،

صحيح أن هناك صبرًا وتحمُّلًا وانتظارًا، لكن إلى متى؟

قيل إن رجلًا تردّد في طلاق زوجته التي أذاقته الأمرّين، وذهب إلى حكيم يشتكيه، قال: كم لك من سنة مع هذه الزوجة؟ قال: أربع سنوات.. قال: أربع سنوات وأنت تحتسي السُّمَّ؟!

عجِّلِي يا حكومة بالحل أو الرحيل.. ولئن قلتم لنا السبب هو الحرب، فمن أطال عمرها غيركم.. نصيحة لجنابكم الموقّر” اجلسوا مع التحالف ومبعوث هيئة الأُمم وردّوا لنا خبرا، فلقد سئمنا الانتظار..