تقارير وتحقيقات

المناضل حسان الفتاحي الحوشبي: مسيرة القيادي والفارس الجنوبي الأصيل

لحج الغد – تقرير / محمد مرشد عقابي:

يعد القيادي البارز في الحراك والمقاومة الجنوبية حسان الفتاحي الحوشبي، من أبرز القيادات التي برزت على الساحة النضالية منذ العام 2007 للميلاد، كما انه يعد واحداً من الرجال الذين صنعوا الإنتصارات الجنوبية الساحقة في مختلف جبهات القتال ضد مليشيات الحوثي المدعومة من إيران في حبيل حنش والمسيمير وكرش والضالع وعدن وغيرها من المناطق، في هذا التقرير نسلط الضوء على هذا المناضل ونستعرض أهم الأدوار والمآثر البطولية التي اجترحها خلال مسيرته الثورية.

نبذة تعريفية.

اسمه حسان الفتاحي الحوشبي، من مواليد منطقة حبيل حنش بمديرية المسيمير، محافظة لحج، بالعام 1982 للميلاد، متزوج ولديه العديد من الأولاد (ذكور وإناث).

تلقى في مدرسة حبيل حنش تعليمه الإبتدائي والثانوي، وكان من المبرزين في تحصيله العلمي والمعرفي.

انخرط في ركب الثورة والمقاومة منذ انطلاقتها في العام 2007 للميلاد، وقيادي بارز في الحركة الثورية والمجلس الانتقالي الجنوبي بالمديرية، أصيب في العام 2008 بعيار ناري اطلقه عليه جنود نظام الاحتلال اليمني لحظة عبوره باحدى نقاط التفتيش التابعة لقاعدة العند العسكرية عندما كان في طريقه صوب العاصمة عدن للمشاركة في أحدى الفعاليات الجماهيرية التي دعا لها الحراك الجنوبي، حيث استوقفته قوات الاحتلال وطلبت منه أنزال علم دولة الجنوب الذي كان يرفعه بيده إلا انه لم يكترث لمطالبها ولم تثنيه تهديداتها له مفضلاً مواصلة السير، ولحظتها ونظير هذه الشجاعة المتناهية تعرض لوابل من الرصاص الحي من قبل جنود الاحتلال اخترقت احادها قدمه اليمنى ليسقط مضرجاً بدمائه وهو يحمل رأية الجنوب ليجري اعتقاله واقتياده وهو جريح ينزف الى احد السجون التابعة لها، وكاد يدفع ثمناً لذلك الموقف الوطني والبطولي الشجاع والمشرف حياته، ولايزال حتى اليوم متأثراً من ذلك الحادث الإرهابي والإجرامي والوحشي، ويعاني من إعاقة مستديمه وعدم القدرة على الحركة الاعتيادية بصورة طبيعية.

انخراطه في صفوف الثورة الجنوبية ومشاركته ضمن طلائع المقاومة.

المناضل البطل حسان الفتاحي الحوشبي، ثائر العشرينيات الأولى من عمره الذي نشأ وترعرع وتعلم قيم الثورة ومبادئ التحرر وأساليب الحرابة تحت ظل وكنف المدرسة الأم، مدرسة القائد الملهم الشيخ محمد علي الحوشبي “أبو خطاب” حفظه الله ورعاه.

تخلى عن أهدافه التي رسمها مبكراً في مواصلة الدراسة الجامعية وغيرها من الطموحات والأحلام المستقبليه، لينخرط ضمن فصائل وسرايا المقاتلين الثوار، حاملاً بندقيته النارية التي كتب برصاصاتها الحارقة ميلاد فجر جنوبي عظيم، وسطر من خلالها عناوين مضيئة لمقاتل جنوبي لايهزم.

القرار الذي اتخذه البطل حسان الفتاحي، بالانخراط في حركة الكفاح كان تاريخياً وغير تقليدي، فهناك عوامل كثيرة ستعيقه في ذلك، منها ظروفه المادية والمعيشيه الصعبة وقلة خبرته إلا انه كان عالي الهمة ومن الرجال القلائل الذين حملوا على عواتقهم هم القضية الجنوبية وانبروا لحمل السلاح للدفاع عنها ومواجهة قوى الغطرس والبطش والبغي والعدوان والتصدي لها بكل قوة وبسالة واقتدار، فقد كان ايضاً من الرجال الأشداء الذين اسندت اليهم أصعب المهام وسطروا أعظم ملاحم الفداء والتضحية والبطولة منذ العمليات الإستشهادية الأولى التي اثبت فيها فدائيته ليبقى رقماً محورياً في تحقيق منجزات الانتصار بكافة جبهات المواجهة مع الاعداء.

لم يكن المناضل حسان الفتاحي، متميزاً وناجحاً في الجانب الميداني فقط، بل انه كان من كوادر ورموز الحركة الشبابية التي شاركت في فعاليات الثورة السلمية منذ انطلاقتها في العام 2007 للميلاد، ولا تخلو مظاهرة أو مليونية أو فعالية إلا وهو في مقدمة صفوف من ساهموا بإنجاحها كما يقول رفاق دربه وبحسب شهادة الجميع، كما شارك في مسيرات الثورة الجنوبية التحررية بفعالياتها السلمية وتصعيداتها الثورية وفعاليات تأبين رفاقه من الشهداء ومضى بثباته قيادياً سياسياً وجماهيراً يحب الصمت لكنه يضع حلول كل التساؤلات حين يتكلم.

المناضل حسان الفتاحي عند اجتياح الجنوب عام 2015 للميلاد.

عند اجتياح الجنوب من قبل المليشيات الحوثية المدعومة من إيران في مارس 2015 للميلاد، كان القيادي حسان الفتاحي ضمن قائمة الشرف والصدارة لزعماء الثورة وميدان الكفاح الذين تصدوا لطغيان الجحافل منذ أول وهلة، وكان من منفذي الكمائن التي كانت تنصبها المقاومة على خط كرش وصولاً الى عقان ومنطقة جول مدرم، حيث نفذت المقاومة الجنوبية بالحواشب أولى عملياتها الميدانية ضد الحوثيين انذاك، وفي قلعة الأسد الشامخة وذكريات ملحميات جبل مشيقر في مريب، كان المقاوم البطل حسان الفتاحي حاضراً منذ ساعات الصمود الأولى حتى أصبحت هذه المواقع ضرباً أسطورياً في الصمود والثبات والإنتصار، وبرز دوره الكبير والمحوري في تنظيم و توزيع سرايا المقاتلين صوب المواقع والجبهات على امتداد الرقعة الجغرافية لمركز العمليات ومنطقة المواجهة.

وفي ملحمة اغسطس التحررية 2015 بالمسيمير، حين اقتحمت مجاميع المقاومة الجنوبية ثكنات المليشيات الحوثية بمركز المديرية وجبال مريب المطلة على معسكر لبوزة بقيادة ميدانية من قبل القائد الشيخ محمد علي الحوشبي القائد الميداني لقوات المقاومة قائد معركة التحرير بالحواشب حفظه الله ورعاه، وبإشراف مباشر من قبل القائد الأعلى لقوات المقاومة الجنوبية اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، كان البطل حسان الفتاحي ضمن مجموعة فدائية استشهادية ساهمت في اسقاط أخطر مواقع العدو، ولم تعيقه الإصابة التي تعرض لها في قدمه عن المشاركة في صناعة بيان النصر المؤزر مع رفقاء الموقف والقضية والسلاح، حيث وضع بصمته في تحرير المواقع التي كانت تتمركز فيها المليشيات ونحت اسمه ضمن سجل المقاومين الأحرار في انصع صفحات التاريخ المعاصر.

ظل المناضل حسان الفتاحي، ثابتاً في موقعه منهمكاً في تأدية واجبه الوطني المقدس، دون البحث عن أي منصب أو مكسب كغيره من الذين انتهجوا هذا الطريق، وفي مسيرته النضالية والثورية سطر أدواراً بطولية كبيرة في سبيل الوطن، وحظي باحترام جميع من عرفوه وكل رفاقه، انه مغوار ثورة الجنوب الذي وصل بجدارته مراتباً ستتكفل بحفظ هذا الاسم العظيم في مجلدات وارشيف ثورات هذا الشعب.

المناضل حسان الفتاحي، ذو أخلاق عالية، يحب فعل الخير و التعاون مع الناس، مبتسماً للجميع تحت تأثيرات كل الظروف و الأيام، يتصف بشجاعته النادرة وأساليب القيادة الفريدة التي جعلت منه نسخة استثنائية نادرة، لا يحب الكلام الكثير بقدر اكتفائه بالحلم، والاتقان في أي عمل، يشهد له رفاق دربه بان ما يلتمسه الناس من خصال ومواقف في شخصيته البسيطة والمتواضعه لا تمثل سوا قدراً يسيراً من ملامح وصفات ومواقف لا يعلم بها غير نفسه، والتي جعلت منه روحاً تبعث في نفوس الناس الأمل، وابتسامة حوت ملامح الهيبة والتواضع لثائر وطني لايقهر ولايقبل الضيم، وسياسي أجاد فن الإقناع حتى امتلك قلوب الناس وسكن أرواحهم.

في الأخير، نطالب قيادتنا السياسية والعسكرية الجنوبية بترتيب وضع هذا المناضل والقيادي الفذ من منطلق التقدير والعرفان لجهوده الكبيرة التي بذلها في مختلف الجبهات والميادين دفاعاً عن الوطن وقضيته العادلة، ولكونه حتى اللحظة لم ينصف او يحصل على أية وظيفية توفر له العيش الكريم ويستطيع من خلالها إعالة أفراد أسرة الكبيرة وتعينه على التغلب ومواجهة تعقيدات ومتطلبات الحياة المعيشية القاهرة، ونرجو من القيادة السياسية الجنوبية ممثلة باللواء عيدروس قاسم الزبيري رئيس المجلس الإنتقالي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الإهتمام بالمناضل حسان الفتاحي الحوشبي ووضعه في المكان المناسب الذي يليق به والإستفادة منه ومن خبراته.