الإنسانُ والحياةُ*
أخلاص المسعودي
الحياةُ هي ذاك الطريقُ الطويلُ والعميقُ، الممتدُّ بتحدِّياتِهِ ومصاعِبِهِ وعثراتِهِ. الإنسانُ هو ذاك الكائنُ الذي يتواجدُ على هذه الأرضِ، متحدِّيًا قسوتَها ومتخطِّيًا عثراتِها. في رحلتِهِ عبرَ الحياةِ، يُواجِهُ الإنسانُ مجموعةً متنوعةً من التجارِبِ والتحدِّياتِ التي تصقلهُ وتشكّلُ شخصيتَهُ.
الإنسانُ والحياةُ هما طريقٌ واتجاهٌ واحدٌ، إذا مالَ أحدُهُما تأثرَ الآخرُ. الحياةُ تريدُ من الإنسانِ أن يتحمّلَها، يُجاهدَ نفسَهُ ليعيشَ بسلامٍ فيها، يُحارِبُ ويتحدّى قسوتَها وما قد يحدثُ لهُ فيها. والإنسانُ يتمنى لو أن الحياةَ تكونُ لهُ سكينةً وراحةً، تمدُّ لهُ يدَ المساعدةِ والعونِ، تُزيحُ عنهُ تعبَ ما قد يُواجهُهُ فيها.
الحياةُ بوابةٌ كبيرةٌ، ولكنها تريدُ منكَ القوةَ لدفعِ ذلكَ البابِ والدخولِ إليها وأنتَ مكافحٌ، صابرٌ، مُتحمِّلٌ، مجاهدٌ. فالإنسانُ هو من يستطيعُ أن يصنعَ لنفسِه حياةً. ومن خلالِ تجربتِهِ، يكتسبُ الإنسانُ الحكمةَ والقدرةَ على مواجهةِ المستقبلِ.
_وكما قيلَ عن الحياةِ:_
> ما كلُّ ما يتمنى المرءُ يُدرِكُهُ …. تجري الرياحُ بما لا تشتهي السُّفُنُ
فالإنسانُ هو صانعُ حياتِهِ، يبنيها بأفعالِهِ وإرادتِهِ. ومعَ كلِّ تحدٍّ وصعوبةٍ يُواجهُها، يتعلّمُ ويكبرُ وينضُجُ. الحياةُ تُعلِّمُنا الصبرَ والمثابرةَ، والإنسانُ يملكُ القدرةَ على التكيّفِ والتعلّمِ من تجاربِهِ.
وفي هذا السياقِ، نجدُ أن العلاقةَ بينَ الإنسانِ والحياةِ علاقةٌ تكامليةٌ. فالإنسانُ يتعلّمُ من الحياةِ، والحياةُ تُثري الإنسانَ بتجاربِها ودروسِها. هذه العلاقةُ تجعلُ من الإنسانِ كائنًا أقوى وأكثرَ استعدادًا لمواجهةِ المستقبلِ.
_وفي الحياةِ قيلَ أيضًا:_
> دنياكَ لو تُغنِيكَ يومًا تسؤُكَ غدًا … والحظُّ يُعطِيكَ يومًا ثم يسلبُكَ
حيثُ يمكنُ للحياةِ أن تمنحَنا السعادةَ والنجاحَ في يومٍ، وتأخذَها منا في يومٍ آخرَ.
فالإنسانُ يجبُ أن يسعى دائمًا لتحقيقِ الأفضلِ، وأن يطمحَ للوصولِ إلى أعلى القِمَمِ. الحياةُ مليئةٌ بالفُرصِ والتحدِّياتِ، والإنسانُ هو الذي يستطيعُ أن يُحوّلَ هذهِ التحدِّياتِ إلى فرصٍ للنموِّ والتطوُّرِ.
الحياةُ هي معلمٌ صامتٌ، تُقدِّمُ دروسَها عبرَ الزمنِ لتَصقِلَ شخصيةَ الإنسانِ وتُثري تجربتَهُ. والإنسانُ، بكفاحِهِ وصبرِهِ، يستطيعُ أن يجعلَ من حياتِهِ رحلةً مليئةً بالمعاني والقيمِ.
في النهايةِ، العلاقةُ بينَ الإنسانِ والحياةِ هي علاقةُ تفاعلٍ مستمرٍّ. الإنسانُ هو من يقررُ كيفَ يعيشُ حياتَهُ، وكيفَ يتفاعلُ معَ تحدِّياتِها ومصاعِبِها. الحياةُ هي رحلةٌ، والإنسانُ هو الرحّالةُ الذي يختارُ مسارَ هذهِ الرحلةِ ويجعلُ منها تجربةً فريدةً ومميزةً.
` ~Ekhlas~ “