تجسيد مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي الطريق الوحيد لإستعادة الدولة الجنوبية..
تجسيد مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي الطريق الوحيد لإستعادة الدولة الجنوبية..
✍️ فهد حنش أبو ماجد
تحل علينا يوم غداً ذكرى يوم التصالح والتسامح الجنوبي «13 يناير» التي شكلت منعطفاً تاريخياً هاماً في التاريخ النضالي للشعب الجنوبي الساعي إلى إستعادة دولته وهويته التاريخية على أرضه.
لقد مثل إعلان التصالح والتسامح بعداً حقيقياً وأستراتيجياً في لملمة الصف الجنوبي الذي سعى أعداء الشعب الجنوبي بكل السبل والوسائل الى شرذمته من خلال زرع الفتن والصراعات بين أبناءه حتى لا تقوم لهم قائمة ضد الهمجية والعنصرية والظلم والقهر الذي مورس ويمارس عليهم ونهب ثرواتهم من قبل عصابات وشركاء حرب 1994م.
إن ما وصل إليه اليوم شعبنا الجنوبي من سيطرة على كثيراً من أراضيه وأمتلاكه للإمكانيات العسكرية والاعتراف الدولي والإقليمي بقضيته العادلة يعود الفضل في ذلك بعد الله إلى الإعلان التاريخي للتصالح والتسامح الذي ما زلنا بحاجة إلى تجسيده على أرض الواقع مع مختلف المكونات والفرقاء الجنوبيين وخصوصاً تلك المكونات التي ما زالت متمترسة خارج الصف الجنوبي.
إننا اليوم بحاجة إلى خطوة جريئة وشجاعة للتسامي على أي خلافات من قبل الفرقاء الجنوبيين والقبول بالآخر وتقديم التنازلات السياسية وقطع الطريق على المتربصين بالشعب الجنوبي لنعيش جميعاً أسياداً على أرضنا شركاء في السراء والضراء ومتساويين في الحقوق والواجبات.
ما أحوجنا اليوم الى طي صفحة الماضي الأليم وتركته الثقيلة التي خلفيها الصراعات الجنوبية ونجرها خلفنا منذ زمن طويل ونستحضرها بين فترة ويعزف على أوتارها اعداء الشعب والوطن ويدفع ثمنه شبابنا الأبرياء يوماً بعد الآخر بفعل التعبئة الخبيثة التي يغذيها الأعداء.
وبهذة المناسبة نناشد الفرقاء الجنوبيين بردم هوة الخلاف والبحث عن القواسم المشتركة وتجذير مبدأ التصالح والتسماح قولاً وفعلاً والمصالحة مع النفوس اولاً.
على الفرقاء الجنوبيين إثبات وطنيتهم من خلال التحرر من تبعيتهم لأطراف سياسية يمنية أو خارجية تجندهم لتنفيذ أجندتها الخاصة على حساب مصالح الشعب الجنوبي.
تقع اليوم على المجلس الإنتقالي المسؤولية المباشرة أكثر من أي مكون جنوبي آخر في التواصل مع مختلف المكونات والفرقاء وإحتوائهم وتقديم التنازلات بما يسهم في وحدة الصف الجنوبي وسحب البساط من تحت أقدام الأطراف السياسية اليمنية والأقليمية التي دأبت على تغذية الخلافات وتفريخ المكونات الجنوبية.
إن أستعادة الدولة الجنوبية المنشودة على كامل الأرض الجنوبية لن يتحقق إلا بتجسيد مبدأ التصالح والتسامح على أرض الواقع وتحرير العقول قبل تحرير الجنوب.