أخبار لحج

ألف مبروك للدكتور أنيس هيثم فوزه بجائزة جامعة لحج

ألف مبروك للدكتور أنيس هيثم فوزه بجائزة جامعة لحج

كتب. عميد الأدب / عبدالله حسن العيسائي

“فوز الدكتور الكبير أنيس هيثم بجائزة جامعة لحج هو أول فرحة علمية في حياة الردفانيين، بعد ما كسرت السياسة آمالهم وأجهضت أحلامهم ورمتهم في بئر من الأحزان!

الدراسة فرح لأنها تجمل الحياة، وتجعل البحر أكثر زرقة والنجوم أكثر عدداً.. والسماء أكثر اتساعاً.. والإنسان أكثر رقياً، أما السياسة فتقطع كل الأشجار وتلوث كل الأنهار وتعتقل كل العصافير وتكذب على الناس فتقنعهم أن الوزراء كانوا في الأصل ملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا يقربون النساء ثم غيروا عاداتهم بعدما صدرت مراسيم تعيينهم.
كما تقنعهم أن الحصول على أربعة مقاعد في الحكومة يعادل الحصول على أربعة مقاعد في الجنة، وأن رغيف الخبز الأحمر الذي يأكلونه كان في الأصل ديناراً ذهبياً في عصر الخلفاء الراشدين.

جائزة جامعة لحج هي التي ربحت الدكتور أنيس لا العكس، وهذا يدفعني إلى التساؤل: من هو الأهم؟ من أخذ الجائزة؟ أم من أعطاها؟
الجائزة هي رقعة من الورق موضوعة داخل برواز وملفوفة بشريط حريري.. وهذا كل شيء، أما الذي حصل على الجائزة فهو غابة مشتعلة من الأنسجة المحترقة والشرايين المفتوحة والأعصاب المكهربة والسهر والقلق والتوتر العالي، والجنون،
ولا يمكن لأحد أن يطفئ هذه الغابة المشتعلة أو يضع الجنون في برواز!

هذه الليلة نحتفل بزواج واحد من كبار معلمينا، العريس فتى أسمر من ردفان اسمه “أنيس هيثم” والعروس فتاة لحجية كحلاء وأنا كصديق عصري أحترم العشق، وأقف مع العشاق في جميع معاركهم، من حقي- أن أعقد ربطة عنق أنيس في ليلة عرسه…

الدكتور أنيس ملك من ملوك البحوث العلمية الحديثة ملك متواضع وبسيط وديمقراطي وشعبي وطيب القلب ومثابر ومنظم ومنضبط كساعة أوميجا، يكره النجومية والعنطظة والظهور، إنه يرتبك أمام فلاشات المصورين كما يرتبك العصفور أمام صيادية.

الدكتور أنيس واحد من “أولاد حارتنا” يقيم صداقات يومية مع المشائخ والمحامين والمثقفين والأدباء ويقف أمامهم في الشارع بكل تهذيب.

أنيس هيثم دكتور مجتهد يكتب فروضه الجامعية بانتظام، ناسك يؤدي الصلوات في أوقاتها، مجاور لمسجد “الرحمن” يساهم في حلحلة بعض القضايا في المجتمع هو بلا شك قديس من القديسين.

الدكتور أنيس هيثم ملتزم بالوجع العلمي، ملتزم بقضايا الطلاب والبشر، لا بقضايا الملوك والملائكة، أنيس هيثم راهب من رهبان الدولة الجنوبية الحديثة والمجلس الانتقالي بحاجة إلى رهبان ونساك متعبدين،
لا إلى عصابات جامعية، ومليشيات ثقافية وقاطعي الطريق، وفي نظري أن أخلاق “الدكتور أنيس” ونقاؤه الروحي وطهارته الداخلية والخارجية هي التي ربحت جائزة جامعة لحج قبل أن تربحها بحوثه العلمية!

يا صديقي يا دكتور أنيس: مبروك عليك جائزة جامعة لحج التي ربحتها بعرق جبينك واحتراق أعصابك وسهرك الطويل مع الورق على مدى ثلاثين عاماً ولم تربحها على محسوبية المجلس الانتقالي أو من سمسرة السلاح!

فيا من زرعت اسم ردفان على جدار جامعة لحج، ويا من جعلت حمائم الحبيلين تحط على أشجار كلية ناصر، ويا من جعلت اسم ردفان عالياً فوق كل بيوت وحقول لحج.
كم نحن فخورون بك.. كم نحن كبيرون بك.