اين تذهب ثروات وخيرات وموارد البلاد يا هؤلاء؟
لحج الغد – غازي الماس
ولنا أن نشكر المملكة على ما تقدمه من دعم ومساندة، لكننا بالمقابل نتساءل أين تذهب خيرات وثروات وموارد البلاد؟ وهذا السؤال يوجه لرئيس هذه الحكومة د. أحمد بن مبارك وكذا لرئيس وأعضاء المجلس الرئاسي ذوي التركيبة الغريبة العجيبة، وأيضا لمحافظ البنك المركزي الأستاذ المعبقي هذا الرجل الذي يعد بمثابة الصندوق الأسود فهو يمتلك الكثير من المعلومات ويعلم سر تدهور العملة وكيف تختفي أو كيف يتم تهريب الدولارات من البنك المركزي، ومن المسؤول عن ذلك وغيرها من المعلومات الأخرى المتعلقة بالأمور المالية، لذا عليه أن يفصح عن هذه المعلومات ويعلنها للرأي العام لا أن يخفيها في أدراج مكتبه والمواطن يعاني الأمرين.. إن على هؤلاء الجميع أن يوضحوا للشعب أين تذهب موارد وثروات وخيرات البلاد.
فالكثير من الناس يتساءل اليوم لماذا هذه الودائع التي تأتينا من السعودية باتت اليوم بديلا عن الميزانية العامة للدولة، ولماذا يتم التعاطي معها على أنها أمر إيجابي فيما هي ترسخ لدى المواطن فكرة الشحاذة والاتكال على غير المقابل تعطيل موارد البلاد وهدر الإيرادات الضخمة بشكل يومي والتي في الأصل تفوق الوديعة السعودية بأضعاف مضاعفة؟
نقول لكم يا هؤلاء إنكم موقوفون ومسؤولون اليوم أمام الشعب وغدا أمام الله لأنكم جعلتم من هذا الشعب الكريم الأبي العزيز شعبا متسولا يتسول لقمة عيشه.. يتسول راتبه.. يتسول الكهرباء.. يتسول كل شيء من الأشقاء في الوقت الذي تمتلك فيه أرضه وبحاره وجزره من الثروات ما يفوق ثروات جيراننا الأشقاء، فلديه النفط والغاز والبحار والموانئ والأراضي الزراعية ومناجم الذهب والعديد من الجزر وعلى رأسها جزيرة سقطرى التي لو يتم استثمارها سياحيا وبشكل ذكي ومنظم لكان دخلها وحده من السياحة يكفي لإنعاش اقتصاد الجنوب كله.
إن ما نفتقر له وما ينقصنا ليس الثروات وإنما القادة الوطنيين الشرفاء الذين يستطيعون أن يقودوا هذا الوطن إلى بر الأمان.
لا تقولوا لنا إنكم في حالة حرب مع الحوثي وتعلقوا فسادكم وفشلكم على شماعة الحوثي.. اليوم إسرائيل وأمريكا وبريطانيا قد تكفلت بمحاربة الحوثي وأعفتكم من هذه المهمة التي تتحججون بها منذ سنوات لهذا الشعب الصابر عليكم، ونقول للأخ رئيس الوزراء أحمد بن مبارك إذا كنت جادا في برنامج الإصلاح المالي والإداري ومكافحة الفساد الذي أعلنت عنه فإن عملية كهذه يجب أن تبدأ من رأس الهرم، لذا عليك أن تبدأ بنفسك أولا وبطاقمك وبمن حولك ثم بأعضاء حكومتك من الوزراء، نريد أن نرى المحاكم وقد اكتظت بالوزراء والمسؤولين الفاسدين ونرى السجون ممتلئة بهم لينالوا عقابهم، وأي مسؤول سيدافع عن مسؤول فاسد فهو فاسد مثله، وعلى المجلس الرئاسي أن يقدم هو الآخر الدعم اللازم لرئيس الوزراء لتنفيذ برنامج الإصلاح المالي والإداري ومكافحة الفساد وألا يقف هذا المجلس حجر عثرة في طريقه، لأننا نريد أن نرى نتائج على الأرض تبرز عمل الأخ رئيس الوزراء وفي حال وجد هناك من يعرقل عمله فإن على رئيس الوزراء أن يخرج ببيان للشعب يوضح فيه من هي الجهة المعرقلة لعمله لا أن يضع يده على خده ويصمت.
وعلى رئيس المجلس الأعلى للقضاء والنائب العام للجمهورية أن يقفوا إلى جانب الشعب وأن يقوموا بدورهم في محاربة الفساد والفاسدين؛ لأنهم آخر حصن يلجأ إليه ويتحصن به الشعب.
عليكم اليوم يا هؤلاء أن تنظروا لمن حولكم وأن تقوموا بعمل مقارنة بسيطة بين ما قدمتموه لهذا الشعب خلال العشر السنوات الماضية وما قدمه الآخرون لشعوبهم.. انظروا على سبيل المثال لسوريا ولقائدها الجديد محمد الشرع (الجولاني) لقد قلب سوريا رأسا على عقب خلال فترة وجيزة.. رفع رواتب الموظفين إلى أربع مائة في المائة، وأعاد قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية ونشر الأمن والأمان في ربوع سوريا وجعل العالم كله يأتي إليه اليوم ليخطب وده وكل ذلك في أيام معدودات وليس في شهور أو سنين.. أسألوا أنفسكم ماذا عملتم وماذا قدمتم لهذا الشعب خلال عشر سنوات؟ لقد أوصلتم الشعب إلى حاويات الزبالة ليأكل منها.
عشر سنوات وأنتم في حالة ذهاب وعودة ما بين السعودية والإمارات ومعاشيق، أما آن الأوان لأن تصحو ضمائركم وتتقوا الله في الأمانة التي تحملونها على أعناقكم؟ يكفي إلى هنا وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وتندموا يوم لا ينفع الندم