ظاهرة أعمدة الضوء: عرض ساحر يقدمه الغلاف الجوي
ظاهرة أعمدة الضوء: عرض ساحر يقدمه الغلاف الجوي
لحج الغد بقلم: الكاتب الفلكي حسان المطري
تعد ظاهرة “أعمدة الضوء” من أجمل الظواهر البصرية التي يمكن مشاهدتها في سماء المناطق الباردة. هذه الظاهرة الفريدة تأسر الأنظار بأعمدتها المضيئة التي تمتد عموديًا في السماء، وتعد دليلاً على روعة الطبيعة وقدرتها على خلق مشاهد استثنائية.
تحدث هذه الظاهرة عندما ينعكس الضوء، سواء كان مصدره طبيعيًا مثل الشمس أو القمر، أو صناعيًا كأضواء الشوارع، على بلورات الجليد الصغيرة العالقة في الغلاف الجوي. تتشكل هذه البلورات غالبًا في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي في الليالي شديدة البرودة، حيث يعمل انعكاس الضوء عليها على تشتيته بشكل عمودي، مما يخلق تأثيرًا بصريًا أشبه بالأعمدة المضيئة.
ظاهرة أعمدة الضوء ليست حكرًا على المناطق القطبية، إذ يمكن مشاهدتها في أي منطقة باردة تتوفر فيها الظروف الجوية المناسبة. ومع ذلك، تزداد فرص ظهورها في المناطق التي تنخفض فيها درجات الحرارة بشكل كبير، ما يتيح تشكل بلورات الجليد بسهولة.
هذا المشهد الساحر يلفت انتباه عشاق الفلك والمصورين على حد سواء، فهو ليس مجرد ظاهرة بصرية عابرة، بل حدث يجسد تفاعل الضوء مع الطبيعة في صورة متناغمة ومبهرة. ومع ذلك، فإن رصد هذه الظاهرة يتطلب توفر سماء صافية وأجواء باردة، إلى جانب وجود مصدر ضوء قوي بالقرب من الأفق.
الجدير بالذكر أن ظاهرة أعمدة الضوء ليست مرتبطة بأي نشاط بشري أو صناعي محدد، بل هي نتاج طبيعي لتفاعلات الضوء مع بلورات الجليد في الهواء. لذا، فإنها تعد تذكيرًا بجماليات الطبيعة التي يمكن أن تُشاهد دون تدخل بشري، وبدعوة مفتوحة لمحبي الفلك لاكتشاف المزيد من عجائب السماء.
حسان المطري
كاتب ومخترع وباحث في شؤون الفلك