نصيحة لدول الخليج قبل فوات الأوان
نصيحة لدول الخليج قبل فوات الأوا
الكاتب: د . أنور الرشيد
ما نراه الآن على ساحتنا الإقليمية من سوريا لمصر لليمن أمر مقلق في الحقيقة، ويتحتم على دول الخليج أن تنتبه تماما وتحصن نفسها بنفسها قبل أن يحكم التنظيم الدولي للإخوان المسلمين قبضته على صنعاء محاصرة بذلك دول الخليج، من الشمال سوريا والعراق ومن الشرق إيران حليفته ومن الغرب التحركات الإخوانية الجارية على قدم وساق، في مصر تحت ذريعة الحرية والديمقراطية ونسمع عن دعوات للتظاهر وأيضا التصريحات الغربية التي تتحدث عن معتقلين في السجون وهذا الأمر صحيح، وعلى النظام في مصر أخذ الحيطة والحذر والتحول سريعا عبر تغيير سياساته التي يستثمرها البعض لتعزيز وجهة نظره، وهذا يتطلب انفتاحًا سياسيًّا يقلب المشهد رأسا على عقب ويسحب البساط من تحت أقدام الإخوان.
أما اليمن فمن الواضح جدا سيطرة الإخوان المسلمين على تعز وما هي إلا مقدمة للقفز على السلطة في صنعاء بدعم غربي واضح للتخلص من الحوثي، وبذلك تكون دول الخليج محاطة بتنظيم الإخوان المسلمين من أربع جهات.
ما العمل؟
أمام دول الخليج حل بسيط، ويتمثل بالتواكب مع التغيرات الجيو سياسية في المنطقة وهي تغيرات تاريخية لم تعد مسألة التعامل معها وفق المنطق القديم صالحة للتعامل مع هذه المتغيرات، وهذا يتطلب تطويرًا عميقًا في التعاطي مع الواقع الجديد الذي يتشكل، فلم يعد الانفتاح الاجتماعي والاقتصادي كافييْن وإنما دول الخليج هم بحاجة لتطوير منظومة الحكم برمتها لتتواكب مع مستجدات العصر وتطوراته، وأهمها على الإطلاق إعتماد نظام برلماني، وقانون انتخابات عصري يمنع الدخول به من منطلق عقائدي أو مناطقي أو فئوي طائفي أو قبلي، وهنا إن تبنت دول الخليج هذا فأنها حتما ستغلق الباب على كل من سيحاول العبث بأمن واستقرار دول الخليج.
كلمة أخيرة
أنصح دول الخليج بأن تعترف وبسرعة بعودة دولة الجنوب كعمق إستراتيجي سواء إن كان كموقعين ومنفذ بحري أو كتلة بشرية متجانسة تماما مع منظومة شعوب الخليج، فمن المؤكد أنه إن استولى الإخوان على صنعاء، وهذا مرجح وبقوة فمن المؤكد أنه سيستولي على الجنوب الذي به كل خيرات اليمن؛ لذلك أرجو وأتمنى من فخامة الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي سرعة حسم الأمر، وفرض أمر واقع وإلا سينتهي الجنوب متشظيًّا وتزداد مآسيه؛ مما سينعكس ذلك على أمن واستقرار دول الخليج، والمؤكد بأن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ستنفتح شهيته لأن يستولي على دول الخليج ولا شك بذلك مطلقًا وبعدها لايقول لي احد: إنَّما أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِل الثَّوْرُ الأبْيَضُ