عرفات الخواجة الصوت الذي حرك الركود في لحج
عرفات الخواجة الصوت الذي حرك الركود في لحج
لحج الغد – كتب محمد عمر
حفلت محافظة لحج منذ القدم بحراك ثقافي ادبي وفني غنائي
مثلت طفرة كبيرة لمختلف المواهب الفنية المنظويين في إطار الندوات اللحجية وتنافسهم الشريف
الذي جعل للحج بريقها الذي يتلالأ ليضيئ سماء الوطن
وصل مثففيها و ادباؤها وفنانيها إلى النجومية واصبحوا رموز يشار إليهم بالبنان ، وصارت لحج ما أن تذكر إلا وتذكر ثقافتها وادبها وفتها
وكان الفضل بعد الله عزوجل لمؤسسها وباني نهظتها الامير والشاعر والخبير الزراعي احمد فضل القمندان الذي أرسى لهذه المحافظة تراثها وصبغتها وهويتها الفنية المستقلة
وعلى دربه ونهجه سار طابور كبير من المبدعين من شعراء وفنانيين التي تفجرت قرائحهم بإجمل القصائد نظماً ومعناً ومبنى ، وشذت حناجرهم بإعذب الاصوات التي ترسخت في قلوب الجماهير وشنفت آذانهم ، ومنحوا بعطاءهم ألحاناً خالدة تمازجت مع الكلمات والأداء واعطت للحج طابعها المختلف والمتفرد
ولو استعرضنا رموز لحج الأدبية والفنية نحتاج إلى صفحات طويلة لذكرهم وذكر عطاءهم الذي مايزال خالداً إلى اليوم وتتعاطى له ومعه الأجيال ، رغم قدمه ، ورحيل تلك الكوكبة من مبدعيه رحمة الله عليهم من شعراء وملحنين وفنانين
الذين شكلوا نهوض للحج في مختلف المجالات وأصبحت الأغنية اللحجية تؤدئ في جميع محافظات الوطن وخارجه ،
وإذا نظرنا إلى لحج والعطاء الفني الذي تركه نجومها الذين تجرأو في فترة مابعد رحيل الأمير القمندان وأخرجوا الجديد الغنائي بإتقان ليحافظوا على طابع الأغنية اللحجية وهويتها سنجد أنهم أبدعوا وتميزوا
وارتقوا بالذائقة الفنية الغنائية إلى آفاق وحفروا اسمأهم في ذاكرة الأجيال
ويؤسفنا أن يتوقف نشاط وثورة لحج الفنية ، عند ذالك العطاء ، الذي صار فناني اليوم يكررون ترديده ويقلدونه
ولم نرى من يتجرأ في الاستمرار وإنتاج الجديد إلا قله قليلة منهم
ولو استعرضنا إمكانيات الحاضر مقارنةً بالماضي ، سنجد أن الحاضر يمتلك كفيل بإن يضع خلاله المبدعين بصماتهم الزمانية والمكانية في سلم الفن وذلك لوجود الإمكانيات التي تؤهلهم أن يحققوا نهظة فنية جديدة ذلك لإن لحج ماتزال ولادة بالمبدعين من الموهوبين شعراً ولحناً واداءً
بالإضافة إلى وجود الآدوات الموسيقية ، والكيانات الأدبية والثقافية والفنية الحاضنة لهذه المواهب ، من اتحادات ومنتديات وغيرها ، ومع ذلك لم نشهد حراك ادبي فني ولم يخرج الجديد في هذا الشأن
إلا في الفترة الأخيرة وبجهود شخصية من رئيس منتدى الخواجة الفني بمنطقة صبر في مديرية تبن محافظة لحج شفيق الخواجة ، الذي بدأ خلال الفترة الأخيرة في لملمة المواهب والفنانيين المبدعين الذين بحت حناجرهم واستهلكت في حفلات الأعراس مايعرف في لحج (بالمخادر ) ليحتظنهم ويدعمهم ويدفع بهم نحو اخراج جديد الأغنيات ، واتسعت دائرة الأنشطة التي ينظمها ويقيمها منتدى الخواجة إلى مستوى المحافظات الأخرى عدن ابين وحضرموت ولم تقتصر فقط على لحج ولكن طابعها لحجي
الى جانب بروز الموهبة والظاهرة الفنية الجديدة الربان الصغير عرفات الخواجة كفنان يجيد العزف على العود ومجمل الآلات الموسيقية ويمتلك صوت جميل وكريزما وشخصية متأثرة بتراث لحج الغنائي ويجيده بسلاسة وجمال
ما جعله ذلك محط أنظار الجميع ممن رأئ فيه مشروع فني جديد للحج الخظيرة ، وانه سيشعل ثورة فنية جديدة أخرى للحج إلى جانب الاصوات الموجودة الأخرى
استبشر الجميع بمشاركاته وبإنشطة منتدى الخواجة الفنية المستمرة في مدن ومناطق لحج ،
والتي مثلت هذه الأنشطة مرتكزاً أساسياً في مغامرة الربان الصغير عرفات الخواجة نحو الدخول في الجديد ووضع بصماته المستقلة كموهوب غنائي في عوالم الفن
واستطاع أن ينتقي قصائد جميلة صاغتها انامل أحد شعراء لحج وتحديدا منطقة حبيل بن عبدالله وهو الاديب والشاعر مرهف الاحساس احمد محمد عماد
ليتغنى له الموهوب عرفات بعدد من الاغاني التي لحنها له يسلم البوري
وكانت باكورة بروز بالجديد للإثنين
في مجال التلحين والأداء
مما جعل الكثير من الفنانين والمهتمين بالشأن الفني يشيد بتلك الاغاني وبجرأة الطفل الموهوب عرفات الخواجة التي اجادها اجادة فائقة وهو متمائلاً معها بإحساس جميل ويؤديها بنفس شاعرها ،
مما اسعد أداء عرفات الشاعر عماد وأثنى عليه وبارك له موهبته الفنية فكانت كلمات ( يانسمة بعطر الياسمين ) و ( انا القلطان وإلا أنته )
اولى الأغنيات الجديدة التي صدح بها صوت الربان الصغير الفنان الموهوب عرفات الخواجة ، ومثلت تلك بداية انطلاقة قوية نحو خوض الجديد وإخراجه ، بعد أن حظي بتشجيع وإشادة من الجميع وكان محط استحسان وقبول من قبل الجماهير
ما يجب تأكيده أن لحج تستطيع أن تنهض مجددا وان تخرج من كبوة الركود الفني إذا كانت هناك جدية حقيقية من قبل قيادة مؤسساتها الثقافية والأدبية والفنية والنخب المثقفة ،
وإلى جانب عرفات ظهرت اصوات غنائية موهوبة كالطفل الموهوب بيان فهيم فيصل علوي نجل الفنان الكبير فيصل علوي ، والطفل الموهوب علوي يسلم البوري ، ومحمد ديبع ، وغيرهم من المواهب التي تحتاج إلى تشجيع ودعم ومساندة لهما ليسيروا على نهج أسلافهم من نجوم الغناء اللحجي
في حين نتمنى من قيادة قناة عدن المستقلة أن تفرد مساحة للطفل الموهوب عرفات الخواجة في خارطتها البرامجية لتسجيل سهرة غنائية له لتشجيعه بإعتباره الفنان الذي حضي بشهرة واسعة وهو طفلاً وأجاد العزف على العود وتمكن من إتقان عزفه ببراعة وأداء متميز
وهو كذلك ممن أشار إليه فنانيين كبار أمثال الموسيقار الراحل سعودي احمد صالح رحمة الله عليه ، والفنان الكبير عبود زين الخواجة وغيرهم
بأنه أحد الاصوات الغنائية الجميلة وان موهبته الفنية مكتملة الأركان
وهو ما منحه ذلك تشجيعاً وأعطاه دافعاً في أن يستمر في عطاءه ويواصل موهبته وانطلاقته من لحج التي عشق أغانيها وتراثها الفني الغنائي وسكن وجدانه
ويستحق هذا الموهوب من الجميع الدعم والمساندة والتشجيع لتعزيز حضوره ومشاركته الواسعة
ويستحق وألده الإشادة والثناء لإدواره العظيمة التي يجسدها في لحج ومن أجل الحفاظ على طابعها الفني الذي هو الآخر هاجسه الوحيد الذي لم ينفك عنه قيد انمله
فأمنياتنا أن تشهد لحج بهذا الموهوب وغيره من مواهب لحج ولادة فنية تعيد لحج إلى سابق عهدها متصدرة للمشهد الفني الذي لصق بها في مرحلة القمندان وتعاظم بعطاء من لحقه من النجوم الفنية الأخرى الذين وصفوا بالارواح التجديدية الاصيلة الذين ملئوا بعطاءهم السمع والبصر
حتى وصل المشاهد أو المستمع لايريد أن يسمع بعد اغاني لحج شيئاً.