“تحذير من كارثة تعليمية”
“تحذير من كارثة تعليمية”
لحج الغد – كتب/أدهم الصماتي
في قلب كل أمة، يقف المعلمون كعظماء حقيقيين، يحملون على عاتقهم مهمة بناء الأجيال وتشكيل المستقبل. لكن في واقعنا اليوم، نجد أن هؤلاء الأبطال يعانون من تجاهل صارخ لحقوقهم، حيث يواجهون ظروفًا قاسية بلا رواتب أو مستحقات. كيف يمكن لمجتمع أن يزعم أنه يقدر التعليم، بينما يُترك المعلمون دون أي دعم أو تقدير؟
في الوقت نفسه، نشهد ظاهرة مؤلمة تتمثل في أن المسؤولين الذين يتولون زمام الأمور، يستلمون رواتب بالدولار ويعيشون في بحبوحة من الرفاهية. يعيشون في قصور فاخرة، ويتناولون وجبات فخمة، بينما يعاني المعلمون من الفقر والحرمان. هذه الفجوة الكبيرة بين من يتخذون القرارات ومن يقدمون التعليم تشير إلى خلل عميق في العدالة الاجتماعية.
لا يمكن لعقل أو ضمير سليم أن يتقبل هذا الوضع. كيف يمكن للمسؤولين أن يتجاهلوا تضحيات المعلمين، الذين يسهرون على تعليم الأبناء وبناء المستقبل؟ إن عدم دفع رواتب المعلمين هو أمر يتجاوز مجرد غياب المال، إنه يعكس عدم احترام لقيمة التعليم ودور المعلمين في المجتمع.
إنه من الضروري أن نرفع أصواتنا، لنطالب بحقوق المعلمين، ونعيد لهم مكانتهم الحقيقية في المجتمع. يجب أن تتحمل الحكومات مسؤوليتها في ضمان حقوق هؤلاء العظماء الذين يزرعون الأمل في قلوب الأجيال الجديدة.
في النهاية، لا يمكن أن يكون هناك ازدهار حقيقي لمجتمع يترك معلميه بلا رواتب، بينما يعيش المسؤولون في الرفاهية. حان الوقت لتصحيح المسار، ولتكون العدالة والمساواة هي الأساس الذي نبني عليه مستقبل وطننا.