مقالات

حتى الظلم يحتاج إلى عدل ياحكومة

لحج الغد /كتب /ياسر علي

تخطى الموظف الحكومي في القطاع المدني كل مؤشرات خط الفقر وأصبح يعاني ظلم الحكومة والمعارضة وكل أجهزة الدولة وصولاً إلى المديرون العامون في المرافق الحكومية الذين يتمتعون بكل الامتيازات المادية والمعنوية فسياراتهم أكانت شخصية أو حكومية فبترولها وصيانتها على حساب المرفق الحكومي وسكنهم كذلك، وفواتير الكهرباء والماء نسوا شكلها من زمان؛ ناهيك عن علاواتهم وامتيازاتهم ما ظهر منها وما بطن تصرف لهم قبل نهاية الشهر، أما عن سفرياتهم ففيها من المنفعة الشخصية أكثر من المنفعة الرسمية؛ وحضورهم وانصرافهم عن الدوام حسب المزاج والهاجس والظروف الشخصية لهم ولأم العيال؛ وفي الاجتماعات يتحدثون كأنهم من بقايا الصحابة والتابعين وهم أكبر الكذابين.

 

 

بينما الموظف يكابد الجوع والفقر والعوز، فالكل متجاهله في الحكومة المركزية والسلطات المحلية، والمعارضة، والمنظمات المحلية والدولية، فهو خارج برامجهم الاغاثية ومشاريعهم الإنسانية وخططهم التنموية، وهو المُطالب باتمام كل الواجبات عليه دون تقصير أو تأخير، فإن حدث هذا التقصير أو التأخير أو الغياب عن الدوام فالكل سيطبق عليه القوانين التي يتم تفسيرها حسب الهوا والمزاج لهذا المدير أو ذاك المسؤول؛ ولا أحد منهم يكلف نفسه بالتفكير في ايجاد ولو أبسط الحلول، وهو توفير سلة غذائية شهرية بالتعاون والتنسيق مع المنظمات المحلية أو الدولية لتسد جزءاً بسيطاً من احتياجاته في الغذاء والطعام له ولأولاده؛ فحتى الظلم ياقوم يحتاج إلى عدل.

فمن الظلم أن تنعمون بكل الامتيازات والحوافز، بينما الموظف الحكومي محروم من أبسط الحقوق والواجبات، ومن الظلم أن يتم صرف له المرتب بعد مرور الشهر والشهرين، هذا المرتب الذي لم يعد يلبي أدنى متطلبات الحياة اليومية له ولأولاده، ومن المفارقات العجيبة أنه إذا تم طردكم من المناصب التي أنتم فيها تصبحون بين ليلة وضحاها من المناضلين وتتمدحون ببطولاتكم أثناء شغل هذا المنصب أو ذاك بينما أنت أكثر كائنات تسببتم في ظلم الموظف؛ هذا الظلم الذي تعداه ليدخل إلى بيته ويمس حياة أولاده وأصبح شبح الجوع يخيم في بيوت الموظفين، فعسى أن تذوقون ما يذوقه الموظف اليوم لتكونوا عبرةً وآية.