ورحلت عمود البيت” اختي “
ورحلت عمود البيت” اختي ” 💔
اليوم رحلت عن عالمنا أختي الحبيبة، بعد صراع طويل مع السرطان. لم يكن يومًا عاديًا، بل كان أصعب أيام حياتي، فقدت فيه جزءًا من روحي وقطعة من قلبي.
اليوم ودّعت أختي الحبيبة بعد معركةٍ طويلة مع السرطان. كان رحيلها اليوم قاسيًا، كما لو أن جزءًا من روحي قد غادرني.
كان مرضها رحلة طويلة من الألم، لكنها كانت مليئة بالدروس. رأيت فيها كيف يكون الإنسان قويًا رغم الضعف، صبورًا رغم الآلام، ومليئًا بالأمل رغم النهاية القريبة.
منذ أن شُخّص مرضها، كانت شجاعتها مذهلة. لم تكن تشكو أو تشتكي، بل كانت تدعو الله أن يخفف عنها، وكانت تُطمئننا نحن، رغم أنها كانت الأجدر بالتطمين. كنت أرى في عينيها معركة بين الحياة والموت، وبينهما قوة لا تنطفئ، لكنها رحلت اليوم وتركَتني مع ذكريات كثيرة ووجعٍ لا يُمكن وصفه.
أختي لم تكن مجرّد إنسانة عادية، بل كانت منبع القوة والأمل. منذُ لحظة تشخيصها بالسرطان، واجهت المرض بشجاعة يحسدها عليها الكثير. كانت تتحمل الآلام بابتسامة، وتزرع فينا الأمل رغم أنها كانت تعاني بصمت. لم تكن تستسلم، بل كانت تُلهمنا جميعًا أن نتمسك بالحياة ونحارب حتى النهاية.
لكن المرض كان عنيدًا، وكانت رحلتها معه طويلة ومرهقة. رأيتها تضعف يومًا بعد يوم، إلا أن روحها ظلت قوية، إيمانها ثابت، وابتسامتها لم تفارق وجهها. كان الأمل يضيء عينيها حتى اللحظة الأخيرة، وكأنها تقول لنا إن الحياة تستحق أن نعيشها، وإن الألم يمكن أن يكون درسًا لا هزيمة.
رحيلها اليوم كان كالصاعقة، رغم أنني كنت أعلم أن النهاية قريبة. لا شيء يمكن أن يهيئ الإنسان لفقد الأحبة، خاصةً عندما يكون الفقد لشخص مثل أختي. شعرت بأن العالم توقف، بأن كل شيء من حولي فقد معناه.
اختي لم تكن مجرد أخت، بل كانت صديقتي وسندي . كانت تملأ البيت بالحب والضحك، حتى في أشد أيام مرضها. كم كنت أتمنى لو أني أستطيع أن أُخفف عنها بعضًا من ألمها، لكنها اليوم رحلت إلى مكانٍ لا وجع فيه ولا معاناة، إلى رحمة الله التي وسعت كل شيء.
لقد كسرني غيابها، لكنني أعيش على أمل أن تكون الآن في مكانٍ أفضل، حيث لا سرطان ولا ألم. أدعو الله أن يغفر لها ويرزقها الجنة، وأن يجعل معاناتها شفيعًا لها يوم القيامة.
أدعو الله أن يرحمها ويغفر لها، وأن يجعلها في أعلى مراتب الجنة، حيث لا ألم ولا مرض. أختي ستبقى جزءًا من روحي، وذكراها ستظل حيّة في كل لحظة.
رحلت أختي، لكنها لم تغب عن قلبي ولن تغيب. سأبقى أذكرها في كل صلاة، وسأعيش على أمل اللقاء بها يومًا ما. رحمك الله يا أختي الغالية، وجمعني بك في جنات النعيم، حيث لا حزن ولا فراق..
د. إكرام أحمد بن أحمد إسكندر