كيف أعرف أني مصابة بمقاومة الإنسولين؟ طبيبة تغذية تجيبك
مقاومة الإنسولين تتطلب العلاج قبل الوصول إلى مرحلة السكري
مرض السكري هو عندما لا تستجيب الخلايا لهرمون الإنسولين، الذي يشارك في تنظيم مستويات الجلوكوز في الدم، وإن أي خلل في الاتصال بين عضيتين داخل الخلايا يؤدي إلى ظهور مقاومة الإنسولين، والتي تسمى “مرحلة ما قبل السكري”؛ مما يتوجب علاج الحالة سريعاً قبل الدخول في مرحلة السكري.
يعتمد تنظيم تركيز الجلوكوز في الدم على الإنسولين، الهرمون الذي يفرزه البنكرياس، ويُطلق على هذا الهرمون اسم سكر الدم، الذي يعزز تخزين الجلوكوز المنتشر في خلايا العضلات والدهون والكبد، ومن ناحية أخرى، يمنع تخليق هذا السكر وإطلاقه من الاحتياطيات المخزنة، ولدى مرضى السكري، تستجيب هذه الخلايا بشكل معدوم أو أقل للإنسولين، وتسمّى “مقاومة الإنسولين”.
تظهر في وقت مبكر جداً من مسار مرض السكري، بحيث تسبق نوبات ارتفاع السكر في الدم لفترة طويلة وتغييرات في البنكرياس، لذلك فإنه من الضروري أن نكون قادرين على منع ظهور مرض السكري عن طريق تحسين حساسية الأنسجة المحيطية للإنسولين.
للاطّلاع أكثر على مقاومة الإنسولين التقت “سيّدتي” الدكتورة نيفين بشير (الأستاذة المحاضرة في علم التغذية وتنظيم الوجبات، واختصاصية بالكيمياء العضوية، وحائزة على دكتوراه في الهندسة الغذائية والبيوتكنولوجيا)، وعادت بالمعلومات الآتية:
كيفية عمل الإنسولين
الإنسولين هو هرمون تنتجه غدة تقع خلف المعدة وتحتها، وتسمى البنكرياس، فكيف يعمل؟ إليك الخطوات:
يفرز البنكرياس الإنسولين في مجرى الدم.
ينتشر الإنسولين ليسمح بدخول السكر إلى الخلايا.
يعمل الإنسولين على خفض كمية السكر الموجودة في مجرى الدم.
مع انخفاض مستوى السكر في الدم، ينخفض أيضاً إفراز الإنسولين من البنكرياس.
أعراض مقاومة الإنسولين
مقاومة الإنسولين هي مرض صامت، مما يعني أن الشخص، سواء كان أنثى أو ذكراً، يمكن أن يكون في حالة معاناة من هذه الحالة لسنوات عديدة من دون ظهور أية أعراض، ولكن قد تظهر الأعراض على نحو فجائي، مع الاستمرار في ارتفاع نسبة السكر في الدم.
وعادة فإن أعراض مقاومة الإنسولين، هي على النحو الآتي:
زيادة الوزن؛
التعب والإرهاق؛
الجوع المستمر؛
الرغبة الدائمة بتناول السكريات؛
قلة التركيز؛
الارتباك أو الشعور بعدم الراحة في الجسم.
في حين توجد بعض الأمراض، خصوصاً لدى النساء، التي يمكن أن تؤدي إلى حالة مقاومة الإنسولين مثل تكيس المبايض.
من هنا يجب على الطبيب المتابع أن يأخذ في الاعتبار عدة عوامل مثل: النظام الغذائي الذي يعتمده المريض، تاريخه العائلي، والمشاكل الصحية التي يعاني منها، والتي يمكن أن تؤدي إلى مقاومة الإنسولين.
تشدد الدكتورة نيفين بشير على ضرورة علاج حالة مقاومة الإنسولين حين تُظهر فحوص الدم المخبرية الدورية وجود هذه الحالة، قبل الوصول إلى مرحلة مرض السكري والتي لا عودة منها. وتطلعنا على بعض النصائح المهمة في هذا المجال:
القضاء على دهون البطن: ترتبط دهون البطن بعدد كبير من الأمراض مثل حدوث الالتهابات ومقاومة الإنسولين وارتفاع مستوياته؛ مما يعني أن خسارة الدهون في هذه المنطقة سوف تؤثر إيجابياً على مستويات الإنسولين في الجسم، ولخسارة الوزن في منطقة البطن، يجب اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن مع اختصاصية في التغذية، لاسيما وأن هذه الدهون ليست مسؤولة فقط عن الإصابة بمرض السكري، بل عن العديد من الأمراض المزمنة الأخرى مثل أمراض القلب والسرطان وغيرها.
النشاط البدني: بقاء الجسم نشطاً يساعد على تحسين مشكلة مقاومة الأنسولين. فالمشي خصوصاً، والتمارين الرياضية عموماً تعزز حساسية الإنسولين.
إضافة خل التفاح: خل التفاح له قدرة على منع ارتفاع مستوى الإنسولين والسكر في الدم، وبالأخص عند تناوله مع العناصر الغذائية الغنية بالكربوهيدرات، فقد أظهرت الدراسات العلمية أن تناول ملعقتين كبيرتين من خل التفاح، مع وجبة غنية بالكربوهيدرات يخفِّض مستوى الإنسولين، وهذا الأثر ناتج عن تأخير عملية إفراغ المعدة، وبطء امتصاص السكر من قبل الجسم.
حذف السكريات: إن استهلاك كمية عالية من الفركتوز يحث الجسم على مقاومة الإنسولين، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج هذا الهرمون في الجسم وارتفاع مستوياته، ويوجد الفركتوز في سكر المائدة، العسل والكثير من المنتجات الأخرى، لذلك من الضروري قراءة الملصق الغذائي على أي منتج قبل الشراء للتأكد من محتواه من السكريات.
تناول القرفة: إن تناول القرفة يساهم في تحسين الحساسية تجاه الإنسولين، بحسب الدراسات العلمية، وقد يكون من المفيد تناول جرامين من القرفة يومياً للحصول على فوائدها، التي تختلف بين شخص وآخر.
عدم إهمال الألياف الغذائية: الألياف الغذائية خصوصاً الذائبة منها، تملك مجموعة من الفوائد للجسم، حيث تساعد على خسارة الوزن وخفض مستويات السكر في الدم. الألياف الغذائية الموجودة في الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، تمتص الماء فتشكل هلاماً يُبطئ انتقال الطعام عبر الجهاز الهضمي، فيشعر الفرد بالشبع لمدة أطول، مما يمنع ارتفاع الإنسولين في الجسم.
مرض السكري: عوامل الخطر
عوامل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني عديدة، أبرزها:
التاريخ المرضي العائلي؛
السمنة وزيادة الوزن؛
الخمول وقلة النشاط؛
بعض العوامل البيئية؛
الحمل (وهو يسمى سكري الحمل).