المرأة الجنوبية: أيقونة النضال عبر التاريخ وسند الثورة في الحاضر
المرأة الجنوبية: أيقونة النضال عبر التاريخ وسند الثورة في الحاضر
كتب اسامة العمودي
لطالما كانت المرأة الجنوبية عمودًا من أعمدة النضال، تعلو بصوتها فوق جدران الظلم والاستبداد، وتمضي على خطى الأبطال بكل عزيمة وإصرار. منذ الأيام الأولى لثورة 14 أكتوبر المجيدة، كانت المرأة الجنوبية شريكًا أساسيًا إلى جانب أخيها الرجل، تسهم في إشعال شعلة الثورة وتشارك في كل ميادين الكفاح والتحرير. لم يكن دورها ثانويًا أو هامشيًا، بل كانت في مقدمة الصفوف، رافعةً شعار الحرية والاستقلال، وصانعةً لملاحم الصمود التي خلدتها صفحات التاريخ.
دور المرأة الجنوبية في الماضي: قوة لا تقهر
في زمن الاستعمار، لم تخضع المرأة الجنوبية لقيود السلطة المحتلة، بل انتفضت من رحم المعاناة لتكون ركيزة في حركات التحرر الوطني. سواء كانت في ميادين المعارك أو خلف خطوط الجبهة، كانت المرأة الجنوبية تلعب دورًا حيويًا في الدعم اللوجستي والتموين وفي التنظيم السري لحركات المقاومة. فقد كانت أم الشهيد وزوجة المناضل وأخت الثائر، تزرع في قلوب الأجيال روح المقاومة والبسالة، وتؤمن أن الحرية تأتي بالتضحيات.
كانت الأمثلة التي قدمتها النساء الجنوبيات في ثورة أكتوبر تمثل قمة في البسالة، حيث ساندن رجال الثورة بكل ما أوتين من قوة وإيمان. فساهمن في حماية الثوار، وتأمين المواد التموينية، وتوفير الملاذ الآمن، فكانت المرأة الجنوبية حائط صد أمام محاولات الاحتلال لطمس الهوية الوطنية الجنوبية.
المرأة الجنوبية اليوم: رمز للصمود والريادة
واليوم، وبعد مرور أكثر من ستة عقود على تلك الثورة المجيدة، ما زالت المرأة الجنوبية تقف شامخة كأيقونة نضالية لا تعرف الخنوع. إنها المرأة التي قاومت وما زالت تقاوم، وها هي في الصفوف الأمامية لبناء الجنوب الجديد، تحمل على عاتقها قضية الوطن وتدافع عن هويته، وتعمل بلا كلل أو ملل لتحقيق طموحات الشعب الجنوبي.
ومن بين هذه النساء الجسورات تبرز رابعة السقاف، مديرة دائرة المرأة والطفل في المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة لحج، كأحد الرموز المعاصرة للنضال الجنوبي. السقاف ليست مجرد مسؤولة إدارية، بل هي نموذج حي للقائدة الشجاعة التي تجمع بين القوة والحنكة في آن واحد. إنها تمثل صورة مشرقة للمرأة الجنوبية التي لم تنكسر يوماً أمام التحديات، بل كانت ولا تزال حاضرة بقوة في كل معركة يخوضها الجنوب من أجل استعادة دولته.
رابعة السقاف: القائدة والمناضلة
إن الدور الذي تلعبه رابعة السقاف اليوم يعكس روح المرأة الجنوبية الثائرة التي لا تزال تحافظ على هويتها الوطنية وتدافع عن حقوقها وحقوق مجتمعها. لقد سطرت السقاف من خلال عملها في المجلس الانتقالي نموذجًا يحتذى به في القيادة، حيث نجحت في جمع النساء الجنوبيات حول قضية واحدة، قضية الجنوب، وأثبتت أن المرأة الجنوبية ليست مجرد متفرجة على الأحداث، بل هي صانعة لها.
من خلال برامجها ومشاريعها في مجال دعم المرأة والطفل، استطاعت السقاف أن تعزز دور المرأة في مختلف جوانب الحياة السياسية والاجتماعية، وتعمل على تمكين النساء من لعب أدوار قيادية داخل المجتمع الجنوبي. إنها تؤمن إيمانًا راسخًا بأن تحقيق الأهداف الوطنية لن يتم إلا بتكاتف جميع فئات المجتمع، وبخاصة النساء، اللواتي كن ولا زلن شريكات في كل مراحل النضال والتحرر.
المرأة الجنوبية: طليعة الثورة وبناة المستقبل
اليوم، ونحن على أعتاب مرحلة حاسمة في مسيرة الجنوب، لا يمكن الحديث عن النضال دون الإشادة بدور المرأة الجنوبية التي ما فتئت تقدم التضحيات وتبني أسس المستقبل. إن دورها اليوم ليس أقل أهمية من دورها في الماضي؛ فهي تسهم في بناء الدولة، تقود الحركات المجتمعية، وتعمل على تحقيق التغيير الإيجابي في كافة المجالات.
المرأة الجنوبية ليست فقط أم الشهيد وزوجة المناضل، بل هي اليوم القائدة وصاحبة القرار، المدافعة عن حق شعبها في العيش بكرامة واستقلال. هي التي تبني الأجيال وتعلمهم حب الوطن والاستعداد للتضحية في سبيله. إنها الحاضر والمستقبل، هي الجسر الذي يربط بين تضحيات الماضي وطموحات الغد.
الخاتمة
إن رابعة السقاف، وكل امرأة جنوبية تقف اليوم في صفوف النضال، تمثل صورة مشرفة للمرأة التي رفضت الظلم والاستعباد، وحملت على عاتقها مسؤولية بناء الوطن. ستظل المرأة الجنوبية في طليعة المدافعين عن القضية الجنوبية، وستبقى صامدة في وجه كل التحديات، مدافعة عن هويتها وحقوقها، ومساهمة بفاعلية في بناء مستقبل مشرق للجنوب الحر المستقل.