رائد القاضي: الفقيد الشاعر الذي أضاء دروب القلوب وأطفأ نور وادي الرباط برحيله ..
رائد القاضي: الفقيد الشاعر الذي أضاء دروب القلوب وأطفأ نور وادي الرباط برحيله ..
بقلم/وسيم عارف العبادي
في كل عام في مثل هذا اليوم نسترجع ألم ذكرى غياب الشاعر الحبيب والمربي الراحل رائد القاضي الذي غادرنا في 22 سبتمبر 2021. لقد مرت ثلاث سنوات على رحيله، لكن الحزن لا يزال عالقًا في قلوب محبيه ومتابعيه، لأن رائد لم يكن مجرد شاعر عابر في حياتنا، بل كان نورًا ساطعًا أضاء حياتنا بكلماته وابتسامته التي لم تفارق محياه ثم انطفأ فجأة، تاركًا وراءه فراغًا لا يمكن لأحد أن يملأه لم يكن رائد القاضي مجرد شاعر ينظم الكلمات بل كان روحًا تجسد الإبداع وعنوانًا للكلمة الصادقة حاملاً في شعره أدق تعابير الحنين والألم ومخلدًا تاريخ وادي المسلمي الذي عشقه بنبض قلبه وعقله كل قصيدة كتبها رائد كانت بمثابة نافذة تفتح على أصالة الجنوب وحكاياته التي نُقشت في ذاكرته وكان شعاعًا مضيئًا في سماء حالمين حيث بات صوته تعبيرًا حيًا عن المكلومين والمحرومين ينقل بكلماته معاناتهم وأحلامهم وآلامهم.
رحيل رائد القاضي في ذلك اليوم المفجع لم يكن مجرد فقدان لحالمين، بل كان صاعقة حلت على كل الجنوب فقد كان الرجل صاحب الحضور القوي، وكان أثره الأدبي والشعري لا يمحى من الذاكرة. كلماته لم تكن مجرد أبيات تُنظم بل كانت مرآة تعكس أوجاع المجتمع وآماله وأحلامه كان رائد القاضي يتحرك بين قصائده كفراشة تبحث عن أزهار الحقول التي زرعها بروحه الشاعرية المبدعة حيث كانت كلماته نافذة تطل على عوالم رسمتها أحلام الناس وتطلعاتهم وصوته كان صدى لتلك الأوجاع التي عاشها الناس في وادي الرباط ووادي المسلمي لم يكن رائد القاضي مجرد شاعر بل كان رسالة حب وأمل تجسد في وفائه العميق لوادي الرباط ووادي المسلمي ولكل أبناء الجنوب حيث كان مربيًا نبيلًا يغرس في نفوس طلابه مبادئ الأصالة والحب للوطن والإنسانية وكانت كلماته مليئة بالصدق والإحساس العميق وهو ما جعل قلوب الناس تهفو إلى سماع كل كلمة منه فقد كان أشعاره تعبيرًا صادقًا عن تجاربه وتطلعاته
كانت وفاة رائد القاضي المفاجئة في مثل هذا اليوم قبل ثلاث سنوات بمثابة خنجر في قلوب من عرفوه وأحبوه فلم يكن غيابه نهاية قصته بل بداية لحضور دائم في الذاكرة الجمعية لكل من عاشوا بجانبه، حيث تحول إلى رمز للوفاء والإخلاص وقيمة لا تمحى من ذاكرة الجنوب رحل الجسد لكن روحه لا تزال حاضرة في كل ذكرى وفي كل لحظة نسترجع فيها قصائده وصوته وابتسامته الدائمة وتظل كلماته ترسم صورة شاعر عاش كرسول للمحبة والوفاء تاركًا بصماته في كل زاوية من وادي الرباط وفي كل قلب لمس كلماته إن رائد القاضي الشاعر والمربي هو اليوم رمز خالد للإبداع والعطاء. رحيله لم يكن مجرد حدث عابر بل ترك أثرًا عميقًا في ذاكرة وادي المسلمي وجنوب اليمن بأسره، فقد كان تعبيره الشعري عن الجنوب يحمل في طياته كل آمال وآلام من عايشوا قسوة الحياة وأحلام المستقبل.
ورغم مرور السنوات لا تزال روحه ترافقنا ونعيش بها في كل ذكرى وعند كل استعادة لقصائده حيث يعود بنا إلى تلك اللحظات التي ملأ فيها حياتنا بشعره وحضوره وكان كتابه *رماد البروق* الذي قدمه في حياته عنوانًا لكل ما كان يحمله من إبداع وأدب أصيل إن رائد القاضي لم يكن مجرد شاعر بل كان حاملًا لرسالة محبة لا تزال حية فينا. رحمك الله يا رائد وأسكنك فسيح جناته وجعل ذكراك حية في كل قلب وحضورك دائمًا في كل مكان.