مقالات

اليوم الوطني السعودي الـ94: مسيرة العزة ونهضة المستقبل بقيادة الملك سلمان وعرّاب الرؤية محمد بن سلمان”

 

لحج الغد/كتبة/ عبدالمجيد زبح

 

في 23 سبتمبر من كل عام، تتزين المملكة العربية السعودية بمشاعر الفخر والاعتزاز وهي تحتفل بيومها الوطني، مناسبة تذكر الجميع بتوحيد هذا الدولة العظيمى تحت راية الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذي وضع اللبنات الأولى لدولة حديثة أصبحت اليوم إحدى القوى المؤثرة على الساحة الإقليمية والدولية. ومع احتفال المملكة باليوم الوطني الـ94، تتجسد هذه المناسبة كأكثر من مجرد ذكرى تاريخية، بل كحدث يجسد التطلع إلى مستقبل مشرق، تقوده رؤية شاملة تضع المملكة في موقع الريادة، في ظل القيادة الحكيمة للملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، عرّاب النهضة الحديثة.

الاحتفال باليوم الوطني هذا العام يأتي في ظل مرحلة تشهد فيها المملكة تحولات عميقة في كافة المجالات، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو الدبلوماسية. تحت قيادة الملك سلمان، أثبتت المملكة قدرتها على التكيف مع التحولات الإقليمية والدولية، وتجاوز التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها المنطقة. فالملك سلمان، بخبرته الطويلة ورؤيته الاستراتيجية، ساهم في ترسيخ مكانة المملكة كلاعب رئيسي في العالمين العربي والإسلامي، معززا حضورها على الساحة الدولية، وداعما لاستقرار المنطقة في وجه الاضطرابات السياسية.

ولكن ما يميز هذه المرحلة من تاريخ المملكة هو الدور البارز الذي يلعبه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي رسم معالم رؤية جديدة طموحة للمملكة من خلال “رؤية 2030″، وهي رؤية تمثل خريطة طريق شاملة تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي، والتحول نحو التنمية المستدامة، مع تعزيز مكانة المملكة كمركز اقتصادي وسياسي عالمي. فالأمير محمد بن سلمان لم يكتف بتقديم خطة اقتصادية، بل أحدث نقلة نوعية في طريقة التفكير الاستراتيجي للمملكة، مما جعلها تحتل مكانة جديدة على الخريطة العالمية.

من خلال دبلوماسية متوازنة ونهج استباقي في السياسة الخارجية، استطاع الأمير محمد بن سلمان تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا، مع الحفاظ على استقلالية القرار السعودي وسيادته. أصبحت الرياض، بفضل هذه السياسة، مركزًا مهمًا لصنع القرار في القضايا الإقليمية والدولية، وكذلك التحولات الاقتصادية في المنطقة، مرورًا بالتحديات الأمنية الناجمة عن التدخلات الخارجية في الشؤون العربية.

كذلك استثمرت المملكة في تعزيز قوتها الناعمة، من خلال توجيهات ولي العهد الذي أدرك أهمية الانفتاح الثقافي والفكري لتمكين المملكة من لعب دور قيادي عالمي. هذه التحولات جاءت متزامنة مع تمكين الشباب والمرأة، وتحديث القوانين، وتطوير البنية التحتية، في إطار سعي محمد بن سلمان لجعل المملكة منارة للتقدم والحداثة، مع المحافظة على هويتها الإسلامية العريقة.

 

فولي العهد الأمير محمد بن سلمان لم يقم فقط بتطوير الداخل، بل عزز من موقع المملكة كقوة إقليمية ودولية، عبر اتخاذ مواقف واضحة ضد محاولات زعزعة استقرار المنطقة من قبل قوى إقليمية ودولية تسعى لفرض نفوذها. فالسياسة السعودية بقيادة محمد بن سلمان تميزت بالثبات والحزم، معتمدة على تعزيز التحالفات مع الدول الخليجية والعربية، والوقوف بصلابة في وجه التدخلات الخارجية. وبذلك أصبحت المملكة عنصر استقرار في المنطقة، وقوة توازن لا غنى عنها في المعادلات السياسية الدولية.

 

ولعل أبرز ما يميز رؤية محمد بن سلمان هو القدرة على تحقيق توازن استراتيجي بين التنمية الداخلية والانخراط الخارجي. فمن جهة، يسعى إلى تحويل المملكة إلى قوة اقتصادية وصناعية قادرة على المنافسة العالمية، ومن جهة أخرى، يدرك أهمية الدور السعودي في تعزيز الأمن الإقليمي والتصدي للإرهاب والتطرف. هذا التوازن هو ما جعل من المملكة، تحت قيادته، لاعبًا لا غنى عنه في المنظومة الدولية، سواء في القضايا الاقتصادية أو الأمنية.

ولعل ما يميز الاحتفال باليوم الوطني السعودي الـ94 هو أنه يتزامن مع تحقيق تقدم ملموس في العديد من المشاريع الطموحة التي أطلقها ولي العهد. مشاريع مثل “نيوم” و”القدية” و”البحر الأحمر” لا تمثل فقط قفزة نوعية في مجال البنية التحتية، بل هي انعكاس لرؤية بعيدة المدى تهدف إلى وضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة اقتصاديًا وتقنيًا. هذه المشاريع الضخمة تعكس القدرة القيادية لمحمد بن سلمان في تحفيز الاستثمارات وجذب الشركات العالمية، وتحويل المملكة إلى وجهة جاذبة للاستثمار العالمي.

 

ولا يمكن التغافل عن الدعم الذي يوفره الملك سلمان بن عبد العزيز لولي عهده. الملك سلمان، الذي أدار شؤون المملكة بحنكة ودراية عبر سنوات من العمل السياسي والدبلوماسي، ويشكل العمود الفقري لهذا التحول الكبير الذي تشهده المملكة. فدعمه الكامل لجهود ولي العهد في تنفيذ رؤية 2030 هو ما جعل هذه الرؤية تتحول من مجرد خطط طموحة إلى واقع ملموس يُشاهد في المشاريع والمبادرات الكبرى التي تنفذ في كافة أرجاء المملكة.

 

وفي ظل هذه القيادة الحكيمة، يحتل اليوم الوطني السعودي الـ94 مكانة خاصة في قلوب السعوديين، فهو ليس مجرد احتفال بتوحيد المملكة، بل هو رمز للفخر بالمسيرة الطويلة التي قطعتها المملكة من دولة ناشئة إلى قوة سياسية واقتصادية ذات تأثير عالمي. إنه يوم يجسد العزة والانتماء لوطن تمكن بفضل رؤية قيادته الشابة والطموحة من مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، والسير بثبات نحو مستقبل أكثر إشراقًا واستقرارًا.

تبقى المملكة العربية السعودية، بتاريخها العريق وإنجازاتها المتواصلة، نموذجًا للدولة القادرة على المواءمة بين الحفاظ على هويتها الأصيلة وبين المضي قدمًا في طريق التحديث والازدهار. تحت قيادة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تبقى المملكة قوة إقليمية ودولية يُحسب لها ألف حساب، تواصل رسم ملامح المستقبل بثقة وجرأة، وتفتح أبوابًا جديدة من الفرص لشعبها وللأجيال القادمة.