مقالات

‏تبادل المصالح والأدوار بين الحوثي وطارق صالح

 

لحج الغد /كتب : عرفات النهاري التهامي

تبدأ العلاقة بين الحوثي وطارق صالح من معسكر “أبو حرب الملصي”، حيث تم تدريب قناصين وإرسالهم إلى تهامة، مما أدى إلى استشهاد العديد من أبطال تهامة على يد هؤلاء القناصة التابعين لطارق.

لاحقًا، خان طارق صالح عمه، الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وسلمه للحوثيين الذين استغلوا الفرصة للانتقام منه. وكان هذا الانتقام نتيجة للصراعات السابقة في صعدة، ومقتل حسين الحوثي، شقيق عبدالملك الحوثي.

بعد مقتل عمه، هرب طارق إلى تهامة، وتحديدًا إلى المناطق المحررة، حيث بدأ العمل على اختراق المقاومة التهامية والسيطرة على قياداتها وشخصياتها الهامة. سعى طارق لتوسيع نفوذه في تلك المناطق، وأخذ يدرس أماكن انتشار ألوية المقاومة التهامية وألوية العمالقة ومن خلال هذه الدراسات، حدد نقاط الضعف والثغرات، ثم أرسلها إلى الحوثيين عبر بعض القيادات البارزة، مدعيًا أن هؤلاء القادة “خونة” أو تم التغرير بهم.

من أبرز هذه القيادات: العميد ركن/ عبدالملك الأبيض (رئيس العمليات الحربية)، النقيب/ مجاهد حزام (ضابط استخبارات تابع لطارق)، العميد/ سمير حسن رضوان (قائد معسكر أبو موسى الأشعري)، الرائد/ فواز محمد القلعي (قائد كتيبة الهندسة لألوية حراس الجمهورية)، والنقيب/ عاطف محمد عاطف (مدير دائرة الإنتاج والدعم الفني للمقاومة الوطنية). بعد إرسال هذه القيادات، حدثت نكبات متتالية، من أبرزها سقوط مدينة الدريهمي، التي كانت محاصرة من قبل الحوثيين لأكثر من سنتين. كان رئيس العمليات، عبدالملك الأبيض، هو مهندس فك الحصار عن قوات الحوثيين، بفضل ما يمتلكه من وثائق وخرائط لنقاط الضعف في صفوف القوات التهامية.

بعد فترة قصيرة من هذه الخيانة، قام طارق بالانسحاب من أبواب مدينة الحديدة، مما أدى إلى تسليم الحوثيين أكثر من 120 كم من المناطق المحررة تحت مبرر “إعادة التموضع”.

لم يتبق من تهامة بعد هذه الخيانات سوى مديريتي الخوخة وحيس المحررتين. استغل طارق هذه الجغرافيا الصغيرة ليسهل بسط نفوذه على المديريتين، لكنه واجه عقبة كبيرة في ألوية العمالقة الجنوبية، التي كانت تعيق تحركاته. لذلك، عمل طارق على نقل واستبعاد ألوية العمالقة الجنوبية من تهامة بشكل كامل، ونجح في ذلك.

بعد ذلك، استمر طارق في محاولاته للسيطرة على ألوية المقاومة التهامية، حيث احتكر الموازنات والاعتمادات المالية والدعم اللوجستي، وضمّها إليه لتكون عبر مرتبات الجنود وأسلحة وعتاد وغيرها.

بعد السيطرة المالية واللوجستية، ضم طارق الألوية إلى ما يسمى “المقاومة الوطنية وحراس الجمهورية”، وعمل على تفكيك كل لواء على حدة. من بين هذه التحركات، قام بهيكلة بعض القيادات، حيث تم عزل قائد اللواء الأول تهامة، الكوكباني، من منصبه.

وما زالت هناك هناك للحديث بقية ..