أخبار الجنوب

الفقيد محمد أحمد العماد البطل الثوري الذي لا تموت مآثره وإن رحل

في تعزية نائب رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة لحج الاستاد الفقيد محمد أحمد العماد البطل الثوري الذي لا تموت مآثره وإن رحل جسده.

قال تعالى: *((وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ))* صدق الله العظيم

الفقيد المناضل محمد أحمد العماد رحلت وما زلت لا أصدِّق!
إن الموت وان كان حقيقة حتمية إلا أن الأقدار عندما تأخذك وأنت في زهرة العطاء الواعد وشخصية سياسية وتنظيمية من العيار الثقيل، لها وزنها وحضورها السياسي والاجتماعي والشعبي، يصيح رحيلك أليمًا وحزنك عميقًا. وحتى حين رأيت على مواقع السوشل ميديا تبعث عنك رسائل العزاء ويذكرون مآثرك ، لم أصدِّق ! ..

حتى وأنا أصغي على ذكريات لقاءاتي بك أيها الراحل الثائر والسياسي الكبير تنتابني رجفة صوت الذكريات لنضالك الطويل وصمودك الثابت ومبادئك التي لا تلين عن قضية شعبك العادلة التي ظلت تسقى من أوردة دمك وألم جسدك ويقولون: إن العماد مات ، لا يصدِّق!.

أكيد كان خبر رحيلك اليوم وأنت تصارع المرض مشهد حزين لدرجة لا يصدق؛ ، لأن مشهد الموت يشبه مشهد احتضار الممثل العنيف في فيلم ” الدم المغدور بكثير من التَّماهي والغوص في التفاصيل والقسوة على الذات ، تكون نتيجته سريعة و فجأة، بلا تمرين ولا إعادات ، ولم تعد ..

لا أصدِّق، ولم أصدق أن المناضل محمد أحمد العماد نائب الهيئة التنفيذية لمجلس انتقالي محافظة لحج رحل بلا وداع، وهو ذلك الثائر الذي ظل يعمل باحترافية عالية وطموح شامخ إلى الحضور الاجتماعي والشعبي والسياسي، ضف إلى ذلك صبره وقوة إرادته التي رفعت من شأنه إلى أن يحقق غاياته من الأرض إلى السماء ومن الواقع إلى الحلم ومع ذلك توقع أنه يعيش حتى يرى قضية شعبه قد تحققت أهدافها واستعادة الدولة الجنوبية المنشودة .

لا أصدِّق ، ولم أعد أصدِّق منذ التقيته مرات عديدة في مكتبه بالهيئة التنفيذية لانتقالي المحافظة واكتشفت بأنه رجل ذو عزيمة جدا، لا تشبه شخصيته إلا شخصية الساسة الكبار، وهو الشخص الذي تجده مرحًا يوزع باقات الفرح على محياه، لطيب أصله، لا يشبهه إلا الرجال الاخيار الذين ظهروا في زمن القلة بصفات من الصدق والوفاء .

المناضل محمد أحمد العماد المتصف بصفات الرجولة والشجاعة وهما صفتان عظيمتان، وهي من الصفاتِ التي تكمل بعضها في النهاية، فالشجاع يمتلك الرجولة الكافية؛ لكي يتحدى الصعاب، ويكون صاحب قلب قوي لا يخاف شيئاً، كانت العرب قديمًا ولا زالوا يفتخرون بهذه الصفات؛ لأنّها تعبر عن قيمة الرجل أمام الناس، فبالمواقف الصعبة يعرف الرجل، وهنا في هذا العزاء الحزين أقول: إن المناضل محمد العماد جمع عبارات الشجاعة والرجولة؛ في بوتقة واحدة إلى جانب السياسة والنضال الصلب .
.
المناضل محمد أحمد العماد القدوة الحسنة التي تقتضي إلا إلى الأقتداء به لما يمتاز بالأخلاق الفاضلة والعلم والفكر والدين، فعندما رحل انطفأت شمعة كانت تضيء أرض الخضيرة من العاصمة الى أطرافها حتى الجنوب أجمع.
فلا نرثى اليوم رجلًا عاديًا أو شخصًا عابر بل أحد الرموز ذات الإسهامات الكبرى في الحياة السياسية والتنظيمية والاجتماعية والثقافية والتعليمية؛ فهو فخر لحج الخضيرة والجنوب، رجل يملك سجل تاريخي موثق بالعديد والعديد من البطولات شهد له العدو قبل الصديق بلا مبالغة فعلًا شارك منذ انطلاق ثورة الحراك السلمي الجنوبي وأسهم في العديد من البطولات، ترقي الي أعلى المناصب القيادية آخرها نائب الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة لحج.
ومن أمثال محمد العماد ينهض بهم الوطن ويقدم مصالح الوطن على أي أمر شخصي يهدف إلى أن يساهم في نهضة وطنه ، فهو من الرجال الذين لا يريدون بأعمالهم جزاءً ولا شكوراً…. فُطِروا على بذل الخير، فوجدوا القبول والاحترام.

وداعًا أيها القائد العظيم المناضل محمد العماد؛ فالموت حق ولا مفر منه، عشت عاليًا كلك عز وفخر كشموخ تاريخ لحج في علوها وكرمها السخي لكنها رصيدك في الفردوس الأعلى وما علينا الاّن أن نودعك ونكفكف عبرات الحزن والألم ونقول: سلام عليك يوم ولدت وسلام عليك يوم وفاتك وسلام عليك يوم البعث العظيم؛ فلك وعليك رحمة ربك وللوطن الصبر والسلوان.

رحمة.الله تغشاك أيها المناضل الكبير محمد العماد وأسكنك الفردوس الأعلى.

الأسيف :
د. أمين صالح أحمد غالب العلياني عضو منسقية المجلس الانتقالي الجنوبي كلية صبر للعلوم والتربية جامعة لحج ..