تهامة: تضحيات في مواجهة الحوثي وعفاش وواقع مرير تحت سيطرة طارق
لحج الغد/كتبة: عرفات النهاري التهامي
عندما اجتاح الحوثيون بدعم من نظام علي عبدالله صالح البلاد، كان أبناء تهامة أول من تصدى لهذا الانقلاب بكل بسالة وشجاعة. سقط العديد من الشهداء التهاميين دفاعًا عن أرضهم وعن كرامتهم، وقدموا تضحيات جسيمة في سبيل تحرير الساحل التهامي من قبضة الانقلابيين.
ورغم أن تحرير الساحل التهامي جاء بدماء أبناء تهامة، فإن الواقع اليوم يُظهر مشهدًا مختلفًا تمامًا. فبعد التحرير، فرض طارق عفاش، ابن شقيق علي عبدالله صالح، سيطرته على الساحل التهامي، وكأن التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء المنطقة لم تُحتَرم. ويسيطر طارق عفاش اليوم على مفاصل القوة في المنطقة، ويعمل على بناء نفوذه الخاص في المناطق المحررة، مما يُشعر سكان تهامة بالغدر والخذلان.
تتحدث الصورة اليوم عن واقع مرير تعيشه تهامة، التي على الرغم من تحريرها جزاء منها من الحوثيين، ما زالت تعاني من نفس الظلم والتهميش. يُنظر إلى الساحل التهامي اليوم كمجرد منطقة نفوذ جديدة، حيث يُستغل أهلها ومواردها دون أي اهتمام حقيقي بتحسين ظروف حياتهم أو تحقيق العدالة لهم.
وفي ظل هذا الواقع، نجد التهاميين يعانون من الفقر والحرمان، أطفالهم يدرسون تحت الأشجار في ظروف قاسية، وفتياتهم يذهبن إلى المدارس حافيات الأقدام، بينما تُبنى المدن السكنية الفاخرة في مناطق أخرى لتكون مقرًا لأبناء النخب المسيطرة. ورغم كل ما قُدم من تضحيات، لا تزال تهامة غارقة في الفقر، بينما يتمتع الغرباء بالنفوذ والثروة على حسابها.
تهامة اليوم ليست إلا اسمًا ضمن قائمة “المناطق المحررة”، لكنها في الحقيقة لم تتحرر من الظلم والتهميش. ما زال أبناؤها يُعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية، وما زالوا يعانون من نفس السياسات التي طالتهم لعقود. تصبح هذه المأساة أكثر وضوحًا عندما ننظر إلى التفاوت الصارخ بين أوضاع التهاميين وأوضاع من يسيطرون على أراضيهم.
ومايحصل في الساحل التهامي اليوم، وإن ارتدى قناع “التحرير”، لا يختلف كثيرًا عن الجرائم التي ارتكبها الحوثيون. فالظلم ما زال هو السائد، والفقر ما زال يُطارد أبناء تهامة في كل زاوية، بينما يستفيد المحتلون الجدد من خيرات الأرض التي روتها دماء التهاميين الشجعان.