خرج الجميع وبقي وضاح في زنزانته.. شهادة للتاريخ
لحج الغد وافي صالح
خرج الجميع وبقي وضاح في زنزانته.. شهادة للتاريخ
لم توقفه قضبان السجون، ولا سطوة السجان عن مواصلة مسيرته النضالية فقد حول عتمات السجون، وزنازين الظلم إلى مدرسه تخرج منها قائد وقاد ثورة ضد الاحتلال بمختلف أشكاله.
أتحدث هنا عن المناضل/ وضاح الحالمي ليس من باب المدح أو رسم قصه من نسيج الخيال ولكن واقعا عشته وشاهدته بنفسي في تاريخ 5/7/2009 في فندق زهرة المدائن بعدن كان المناضل الشاب وضاح الحالمي قد دعا قيادة اتحاد شباب الجنوب لاجتماع تحضيري لفعالية 7/7،
وما هي إلا سويعات من حضورنا حتى داهمت مجموعة مسلحة إرهابية من الأمن القومي بلباس مدني شاهرين مختلف أسلحتهم نحو كل من في الاجتماع كان منظراً مريعاً أمام القاطنين في المنطقة والمارة… لم تكن هناك أطقم عسكرية بل كانت هناك حافلات \”هايس\” أجره وسيارات بلوحات مدنية، لقد كانت فعلا عصابة بمعنى الكلمة. نقل الجميع إلى معسكر طارق ومنه إلى زنانين الفتح التابعة للأمن السياسي. تم وضع وضاح في الزنزانة رقم (٣) إن لم تخني الذاكرة لكوني كنت في الزنزانة المجاورة له. لم يعرف المحققين أن وضاح نصر عبيد هو وضاح الحالمي وكان يتم التعامل معه كمعتقل وناشط سياسي جنوبي فقط لاكن بعد خمسة أيام وعبر الإعلام الجنوبي ونشطا مواقع التواصل الاجتماعي من خلال منشوراتهم عن المعتقل وضاح ورفقائه أدرك المحققون حينها أن من في الزنزانة رقم ٣ هو وضاح الحالمي القيادي في اتحاد شباب الجنوب واحد أبرز قيادة الحراك الجنوبي الشابة. ليأتي إليه أحد المحققين في ساعات متأخرة من الليل بعد أن طرق باب زنزانته بقوة ليعصب عينيه وقال له لقد انكشف أمرك وهويتك وموقعك من الحراك الجنوبي ليذهب به إلى غرفه التحقيق المظلمه، بعدها وبشكل يومي تعرض وضاح إلى أشد أنواع التنكيل والتعذيب داخل المعتقل منها عصب العينين لمدة ثلاث ساعات وأكثر الحرمان من النوم الضرب بااسلاك الكهرباء مع التعذيب المستمر وأيضا تقييد كلتا يديه وربطها في أعلى باب الزنزانة ليبقى مستقيم عدة ساعات اشتد التعذيب والتنكيل بكل وسائله الوقحة التي استخدمها محققي الأمن السياسي والقومي لأكنها فشلت جميعها وانتصر وضاح بقوته وإيمانه بقضيته وثباته على مبادئه. وبعد شهر ونص من اعتقال وضاح ورفقائه خرج الجميع وبقي وضاح في زنزانته شامخا كطود حصين.
شهادة للتاريخ.