أخبار المحافظات

عندما حضر الجميع وغابت وزارة التربية والتعليم… أسبوع منذ بداية العام الدراسي 2024_2025

لحج الغد   أنسام عبد الله

عندما حضر الجميع وغابت وزارة التربية والتعليم…
أسبوع منذ بداية العام الدراسي 2024_2025 في

 

لحج/ تبن
22 اغسطس 2024

*أنسام عبدالله*

___________________

أسبوع مرّ منذ بداية العام الدراسي الحالي 2024_2025 م ، في معظم المحافظات المحررة ..ولا سيما محافظة لحج بجميع مديرياتها الخمس عشرة .

تسابقت جميع المدارس الحكومية في محافظة لحج إلى فتح أبوابها لاستقبال الطلاب من مختلف المراحل الدراسية..متجاوزين مثبطات حقيقية كانت لتمنع سريان العمل وإقفال المدارس بوجه مرتاديها .

فهناك عقبات وتحديات كبيرة تقف حجر عثرة في طريق المعلم والطالب لبدء عام دراسي طبيعي ،، إذ يمر الجميع بظروف استثنائية جدا ، لا تخفى على أحد .

فالمعلم مسلوب الحقوق مازال يناضل لنيل حقوقه من وزارة المالية ..إذ لم يتم احتساب سوى علاوة شهر واحد عن كل سنة من السنين المنصرمة ..والتي كانت العلاوات والتسويات قد توقفت فيها ، في ضل ارتفاع سعر الصرف المطرد وبدون أي رادع وطني أو أخلاقي ممن يلون أمر الشعب ، وغلاء الأسعار المتسارع بدون رقيب أو حسيب .

بالمقابل الأهالي لم يكن أمامهم خيار آخر سوى عودة ابنائهم للمدارس بأي شكل ..يضمن تواجدهم على مقاعد الدراسة ..رغم ارتفاع تكاليف مستلزمات الدراسة الكبير لدرجة تكاد تصل إلى أضعاف ما كانت عليه بالعام السابق .

من جانبها مكاتب التربية والتعليم والإدارات التربوية دفعت بهذا الاتجاه .. لضمان بداية عام دراسي لا يشوبه ما من شأنه تعكير صفو العمل ، حيث عمدت إلى طمأنة المعلمين بمتابعة حقوقهم لدى أصحاب الاختصاص ..مذللة في الوقت ذاته الصعاب من خلال التنسيق مع المدارس فيما يتعلق بالتعاقد مع معلمين جدد لسد النقص الحاصل منذ سنين ، بسبب التقاعد والوفاة لعدد كبير من المعلمين في معظم المدارس ، وفي ضل توقف التوظيف منذ ما بعد الحرب إلى الآن ..مثلما توقفت أشياء كثيرة في هذه البلاد وتعطلت معها مصالح الشعب ولم تتعطل مصالح الفاسدين .

لكن بالمقابل .. هل حضرت وزارة التربية والتعليم ؟! مثلما حضر المعلمون ..والطلاب والإداريين المحليين ..؟!

يؤسفنا أن تكون الإجابة لا ..فخطط الوزراة لهذا العام تمت مناقشتها في الأسبوع المنصرم فقط ! وليس قبلا ..

كذلك الوزارة لم تقم بعملها في طباعة وتوفير الكتاب المدرسي لهذا العام ..ليلحق بسابقيه ، وتستمر رفوف المخازن المدرسية خاوية ..إلا من نسخ مهترئة لا تكاد تُبين ..

كما أن المنهج بذاته لم يعد متناسبا مع كم المتغيرات الحاصلة في بلادنا عموما ..

إذا ..لا خطة للتغيير او التنقيح على الأقل ..ولازلنا نترقب توفير كتاب مدرسي بصورة عاجلة.

كذلك ..لم نلحظ قيام الوزارة بواجباتها نحو موظفيها في المتابعة لرفع الأجور ..بل تركت كل محافظة تواجه مصيرها مع وزارة المالية ..

نحن هنا لسنا بصدد تفنيد مدى أهلية من يقعون على رأس العمل بوزارة التربية والتعليم من عدمه ..فهذا شأن من فرض هؤلاء حين تم تقسيم الحقائب الوزارية على أساس سياسي مناطقي غالبا..

نحن فقط نبحث عن دور وزارة التربية والتعليم الكبير ..والغائب بلا مبرر سوى التقاعس عن تحمل المسؤلية .

إن المجتمع بقيادة المعلمين الفدائيين لم يستسلم لدعوات ضرب بيت النور من أساساته ..ولم يرضوا بأن يُهدم المعبد على الجميع ..حين انهيار التعليم وفراغ المدارس من طُلّابها ..بل مضوا قدما في افتتاح العام الدراسي ومواصلته رغم كل شيء.

ليعلم اولئك _ان لم يكونوا يعلمون_ أن ( الحوثة ) يطبعون كتبا محرفة وطنيا وعقديا وبسخاء..مقتنصين أي فرصة من هنا أو هناك لتمرير هذا المنهج المعادي إلى مدارسنا ، حيث كانت لهم تجارب مماثلة سمعنا عنها جميعا..فماذا أنتم فاعلون ..

كفى تعطيل لمطابع الكتاب المدرسي في حضرموت وعدن ..كفى استهتار وعدم اكتراث بضيق ذات اليد التي وصل إليها المعلم ..كفى فسادا ونهبا للمال العام ..

الناس عادت مع أبنائها إلى المدارس ..لعلهم يحفظونهم من شتات أمر الوطن ..فشبابنا لم يُخلقوا وُقودا لجهنم الحرب المستعرة ! فالفرص مازالت مواتية ..والقيامة لم تقم بعد ..

الإخوة في وزارة التربية والتعليم..

لم يفت بعد الأوان لتدارك ما فات ، نرجو البدء من حيث توقف العمل ..فالمسؤولية تحتم عليكم أن تكونوا بقدرها ..