أخبار الجنوب

إبراهيم البكري: تجسيد للشجاعة والكرم في وجه الفاجعة

إبراهيم البكري: تجسيد للشجاعة والكرم في وجه الفاجعة

بقلم/وسيم عارف العبادي

في عالم اليوم الذي أصبح فيه المال والسلطة أحياناً سيدة الموقف يبرز إبراهيم البكري كرمز للشجاعة والكرم النادر قصته تعكس روح الإنسانية والتضحية التي نادراً ما نجدها في زمننا هذا حيث المال والوساطات يمكن أن تفسد القيم وتدمر المبادئ قصة إبراهيم البكري تبرز بوضوح عندما نتحدث عن قضية قتل الطفلة حنين تلك الفاجعة التي شغلت الرأي العام وخلقت جدلاً واسعاً حول مفهوم العدالة والرحمة حنين البكري الطفلة التي كانت تملأ حياتنا بالبراءة والأمل تم اغتيالها بوحشية على يد القاتل حسين هرهره وهو جريمة هزت القلوب وأثارت الغضب في نفوس كل من سمع بها فكانت المأساة مضاعفة لأسرتها ولكن في خضم هذه الفاجعة أظهر إبراهيم البكري معدن أصيل وحقيقي معدن الشجاعة والكرم في وجه إغراء المال والمليارات التي عرضت عليه لم يتزحزح إبراهيم البكري عن مبادئه رغم الوساطات القبلية والضغط الاجتماعي لم يكن لأية قوة على وجه الأرض أن تحرفه عن مساره كان يرفض بشدة كل العروض التي كانت تهدف إلى شراء موقفه أو التأثير على قراراته لم تكن النقود أبداً تعوضه عن دم ابنته ولم يكن لديه أدنى شك في أن العدالة يجب أن تأخذ مجراها الطبيعي ما يميز موقف إبراهيم البكري هو أنه لم يتخذ قرار العفو عن القاتل حسين هرهره بناءً على ضغط أو من أجل مصالح شخصية بل لقد قرر أن يعفو لوجه الله تعالى ولاجل ذكرى أستشهاد بطل من أبطال الجنوب بطل لن يكرره الزمن العميد منير اليافعي ابواليمامة رحمه الله تغشاه وأظهر ابراهيم البكري بذلك أسمى درجات الرحمة والتسامح وهو قرار اتخذ في اللحظات الأخيرة من الإعدام قراره لم يكن نابعاً من ضعف بل كان تجسيداً للقوة الحقيقية وهي القدرة على التسامح رغم الألم والإيثار للخير العام على رغبات الانتقام هذا الموقف يجسد أيضاً الصراع الدائم بين الحق والباطل بين الرحمة والانتقام ويضعنا جميعاً أمام اختبار حقيقي لقيمنا ومبادئنا الإنسانية فعندما تلتقي القيم النبيلة مع المواقف الصعبة نرى كيف يمكن للإنسان أن يرتقي فوق التجارب المؤلمة ويصبح رمزاً للإنسانية والتسامح إبراهيم البكري هو مثال للكرم والشجاعة في أبهى صورها هو تجسيد للرجل الذي لا يبيع مبادئه ولا يساوم على قيمه حتى في أصعب الأوقات نحن كشعب نفخر به وبموقفه الحاسم والشجاع لأنه أثبت أن العظمة لا تأتي من المال أو السلطة بل من قوة الروح والقدرة على العفو والرحمة في أصعب الظروف أسرة حنين فقدت طفلتها ولكنها وجدت في إبراهيم البكري نموذجاً للأخلاق والرحمة وقصة إبراهيم تذكير لنا جميعاً بأن القيم الإنسانية الحقيقية تتجلى في أفعالنا وتصرفاتنا وليس فقط في كلامنا حفظ الله إبراهيم البكري وجعله دائماً منارة للأمل والشجاعة في عالم يفتقر أحياناً إلى هذه القيم النبيلة ورحم الله روح الشهيد العميد منير اليافعي ابو اليمامة وروح ملاك الرحمن الطفلة البريئة حنين البكري