يوم الشهيد هدار الشوحطي.. ذكرى خالدة لأبطال الجنوب وعنوان التضحية والفداء.
لحج الغد كتب/ أدهم الصماتي
تتجلى أسمى معاني التضحية والفداء، ويقف الوطن احترامًا واعتزازًا لمن قدموا أرواحهم فداءً لدينهم ووطنهم وأمتهم، ونصرة للحق والكرامة والدافع عن هذه الأرض، وإعلاءً لقيم السلام والعدل، غايتهم الراسخة الدفاع عن سيادة وطنهم وحماية أمنه واستقراره ونماءه، لتبقى راية الجنوب مرفوعة عزيزة شامخة، تنعم بالأمن والطمأنينة والرخاء، مقدمين من أجل ذلك دمائهم الطاهرة فداء للواجب الوطني المقدس، لتظل عطاءاتهم وذكراهم في وجدان وقلوب شعب الجنوب جميعاً، تقديراً لتضحياتهم الخالدة، ولتبقى سيرهم المضيئة نبراساً يستلهم منه الجميع قيم الولاء والانتماء والبطولة والثبات على الحق.
وتتجدد سير القائد الشهيد هدار الشوحطي من كل عام، ذكرى ذلك اليوم، التي تبقى خالدة في نفوس الجميع، عرفاناً بما قدمه هذا الشهيد الضرغام الشوحطي ، منذ حرب ٢٠١٥م وإلى اليوم، وهو من منتسبي قوات ووزارة الداخلية،، الذي أدى مهامهه وواجباته الوطنية، داخل الوطن وخارجه، في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة، وحمل الأمانة بكل صدق وإخلاص، وضرب أروع الأمثلة في البطولة والفداء في سبيل أداء واجبه تجاه وطنهم وأمتهم.
وتأتي هذه الذكرى الوطنية لتتجدد معها مشاعر الفخر والتقدير والامتنان ورد الجميل لهذا القائد الفذ الهمام رحمه ربي تغشاه، “وإن أُسر الشهيد الشوحطي ضربوا أروع الأمثلة في حب الوطن بثباتهم ووطنيتهم العالية”، وهم رمز السلام والأمان والكفاح، التي تتزين بها الصدور في هذه المناسبة تجسيداً لعلو مكانتهم وشأنهم.
كما تستذكر الجنوب في هذه المواقف البطولية الخالدة لهؤلاء الأبطال البواسل والشهداء الأبرار، الذين تصدروا مقدمة الصفوف في مواجهة مختلف التحديات والتهديدات الأمنية التي واجهتها ارض الجنوب أو الأشقاء من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أو الدول العربية، وكذلك على مستوى التهديدات الأمنية الإقليمية والدولية، حيث استطاعوا اسرة الشوحطي أن يقدموا نموذجاً مشرفاً لوطنهم، وأثبتت بطولاتهم المعدن الأصيل لشعب الجنوب، كما جسدت أسمى معاني التضحية في الذود عن سيادة واستقرار الوطن وحماية شعبه، وشكلوا على الدوام حائط الصد المنيع ودرع الوطن الحامي في مواجهة مختلف التهديدات.
وعلى مدى تاريخها قدمت أرض الجنوب العديد من الشهداء الأبرار الذين تطيبت الأرض بدمائهم الطاهرة الزكية، وباتوا رموزا للشهامة والرجولة والإقدام، وعنواناً للفداء والتضحية يزدان بها جبين الوطن، وكانوا بحق أبطال الأمة، الذين سطروا أروع معاني البطولة والولاء الصادق، وقامت على تضحياتهم دعائم الدولة الجنوبية التي تقف شامخة عزيزة قوية يحفها السلام والأمن والأمان والاستقرار والرخاء بفضل من الله عز وجل، ثم بسالة أبنائها الشجعان الذين يحملون الأمانة بكل إخلاص وعزيمة صادقة.
وتأتي ذكرى “استشهاد القائد هدار الشوحطي” هذا العام مقترنة بمصاب جلل عايشته ارض الجنوب على مدى الشهور القليلة الماضية اذ ودعت أرض الجنوب عدد من شهدائها البررة الذين ضحوا بأرواحهم دفاعا عن الحد الجنوبي المشاركة في عمليات سهام الشرق، تأكيداً على روح الأخوة ووحدة الهدف والمصير المشترك وانطلاقا من إيمان أرض الجنوب بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بأهمية العمل الجماعي والجهود الدولية المشتركة في مواجهة التهديدات والأمنية المحيطة بالمنطقة، إضافة إلى دورها في جهود ترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
ورغم الألم والحزن الذي عم في أرض الجنوب حينها، إلا أن ذلك لم يثن عزيمة رجالها البواسل التي لا تنكسر، ولا تهاب الموت أو تخشى الخطر، فقد واصلوا القيام بواجبهم الوطني المقدس بكل بسالة وشجاعة، وقد تجسدت في هذه الحادثة الأليمة أسمى المشاهد الوطنية، التي عكست روح التلاحم والتعاضد ومدى التقدير والاعتزاز الذي يحظى به شهداء الوطن، كما كانت المواقف الأبوية العميقة التي عبر عنها القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية حفظه الله ورعاه في استقبال عوائل الشهداء وتقديم واجب العزاء لهم رسالة سامية جسدت المكانة الرفيعة لمن وهبوا أرواحهم فداءً لوطنهم لتظل راية الجنوب خفاقةً شامخة بين الأمم.
وكذلك فإن اقتران “يوم الشهيد القائد هدار الشوحطي” يجسد لفتة سامية لتبقى ذكرى تخليداً لعطائه الوطني المخلص وتقديم روحه في سبيل الواجب الوطني، كون الشهادة من أجل الوطن هي أسمى درجات البذل والفداء، ومحل فخر واعتزاز، ولتبقي قصته المشرفة التي سُطرت في صفحات التاريخ الوطني المجيد مثالاً للأجيال في البذل والعطاء والبطولة والتضحية.
لقد جسدت عائلة الشوحطي الشجعان المخلصين الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة في سبيل وطنهم في ساحة الشرف وميدان البطولة أسمى قيم الشجاعة والفداء وكانوا وسيظلون فخراً لكل أبناء الجنوب على مر الزمان ونبراساً مضيئاً للأجيال القادمة في حب الوطن بأسمى معانيه، وستبقى دماؤهم الزكية وتضحياتهم الخالدة في تلبية نداء الوطن، وحمل رايته، مثالاً وقصصاً تروى عبر الأجيال، عن رجال قدموا أرواحهم في سبيل دينهم ووطنهم وكان نيل الشهادة منتهى غايتهم، فهم كما قال الحق سبحانه وتعالى (أحياء عند ربهم يرزقون)، وستظل ذكراهم الخالدة حاضرة في قلوب ووجدان الجميع.