صفحات من تاريخ لحج

قرار تاريخي في عهد الاستعمار البريطاني (البغيض) بمنع القات في عدن (معلومات وأرقام)

عبيد أحمد طرموم

منع القات في عدن :

في عام 1957 الاول من ابريل تم منع القات في مستعمرة عدن لأول مره ، وذلك بسبب ارتفاع تكلفة استيراد القات وقله عدد المستفيدين من التجارة به وكذلك خطره الاجتماعي والاقتصادي على أفراد المجتمع وبناء على طلب من الجمعيه العدنية أقر المجلس التشريعي التوصية على حظر استيراد واستهلاك القات في 28 فبراير 1957 , وقد كان حظر القات فقط في مستعمرة عدن وليس محميات عدن .

وكانت اثار الحظر على الحياه اليومية في عدن ايجابية في حياه سكان عدن فقد أصبحوا اكثر حيوية وصخب وكما لاحظ المراقبون وجود بعض المظاهرات لصالح القات قد ملأت بعض الشوارع، ولكن ليست بالعنيفة ويعكس الاكتئاب تحريكها وتم على ذلك اعلان حاله الطوارئ.

كما لاحظ المراقبون ارتفاع كفاءة العاملين في الدوائر الحكومية والشركات التجارية ، كما قل استخدام الاسبرين والادوية المسهلة للمعدة فقد تناقص استخدامها من 760,000 قبل الحظر الى فقط 400,000 كما انتهى تسابق السيارات التي تحمل القات من المستورد الى مركز بيع القات للزبائن ، مما جعل شوارع عدن اكثر أمن .

وقد اختار بعناية بدء حظر القات مع الاول من رمضان ليكون بداية حظر القات لكي يسهل منع القات ، ولكن للأسف كان الاختيار غير موفق فقد بدأت هجره عكسية من مستعمره عدن الى محمية عدن وتشمل ريف عدن ابتداء من لحج والذي لا يشمله حظر القات .

كما لاحظ انه بعد فتره الظهر كان مايقارب 5000 شخص يقوم بالذهاب الى لحج لشراء القات ويصل العدد الى 18000 في يوم الأحد .

خلال الشهر الاول فقط من الحظر وصل القات الى محميات عدن من الضالع ويافع ومن شمال اليمن ارتفع سعر واردات القات كالصاروخ من 72856£ جنيه إسترليني الى 314615£ جنيه إسترليني في الشهر التالي للحظر، ولم يكن القات الاثيوبي آنذاك معروف في لحج وفي أسواقه حيث وصلت المبيعات آنذاك 550£ جنيه إسترليني فقط ولكن بحلول نوفمبر وصلت شحنات القات الى مايقارب 44836£ ووصل الى 101615£ .

لقد عرف البريطانيون ان الحظر لا يمكن ان يوقف استنزاف الموارد المالية لمستعمره عدن فقد كلّف الخزينة 50,000£ سنويا من الضرائب والرسوم الجمركية .

لقد وصل الحال الى خسائر بشركه طيران خطوط عدن والتي لم تعد قادره على الوصول الى اثيوبيا وتطير عبر الاراضي الافريقية بعد ان ألغت رخصة طيران خطوط عدن من قبل السلطات الإثيوبية كرد فعل على خسائر تصدير القات لعدن..