الوطن بين حكمة القيادة وعلم الإدارة!؟
لحج الغد _ صلاح الطفي
الوطن بين حكمة القيادة وعلم الإدارة!؟
كتب/ صلاح الطفي
كان لي شرف زيارة معالي نائب وزير الصناعة والتجارة المستشار/ سالم سلمان الوالي في ديوان الوزارة بمكتبة الحيوي الرائع في الدور الرابع من الوزارة التي تستفتح بابها الرئيس بابتسامة فرح تقتحم إدراكك وتشعرك على قول إخواننا المصريين إنك (في بلاد بره) لا (على الطريق الدائري المؤدي إلى نفق جولد مور الذي منه نفق البيض بشعب الجنوب إلى براثن ضباع اليمن عام 1990م وما زال صدى موال البين الجنوبي حواليه يا ليل يا عين!
نعم اقتحمت محياي ابتسامة عريضة في مستهل دخول الوزارة بعد ان تعودنا على الريب حد اليأس بفعل الواقع المكدس بكل النقائص المتناقضة من عشوائية الشارع المحيط إلى تردي الخدمات التي تذكرك كل بينه بقرينتها ها فالطريق بحفرها والصحة بامراضها والتربية والتعليم بترديها وثروات الجنوب وناهبيها كلها (نطيحة الوحدة اليمنية) وأم الكبائر وثقبها الكهربائي الأسود وما التهمت منه ثقوب نفوس الفاسدين السوداء!
وحتى وزارة الصناعة والتجارة وما لها وعليها من مسؤوليات جسام تمس الحياة المعيشية وكيف يصبح المواطن بفعل انهيار العملة يتابع (بورصة الدجاجة) ومثلها أهم السلع!
لكني هنا أسجل انطباعي عن قناعة لإظهار من يتميزون بعملهم ويبذلون قصار جهدهم (وسالم سلمان) مثال يقتدى به وان شاء الله هو كذلك عند حسن الظن وفي مستوى المسئولية!
وأول انطباع تجلى لي إن إدارة الأوطان بحاجة إلى رجال أكفاء يمتلكون من العلم والمهارات والخبرات العملية قدرات (بحجم إدارة الأوطان)
وإن القيادة العليا هناك في قمتها تحمل الأمانة والمهام الجسام على عاتقها وهي عين صوب حماة الوطن المرابطين وعين صوب الرعية التي مسها الضر وهي ضمير ضامن للشعب أهم مقومات الحياة الضرورية بما في ذلك رفع الظلم ورعاية الحقوق الخاصة والعامة والحفاظ على كل ذرة من تراب الوطن وماله العام واحالة كل فاسد للحساب العسير!!
ولذلك يجب أن نميز بين القيادة والإدارة وأن بناء الأوطان بحاجة إلى عقول إدارية اقتصادية علمية تنفذ خطط استراتيجية مزمنة مدروسة تفهم الواقع وتتابع ما يدور في بلدان العالم من نهوض حضاري وتحديث اداري بفضل ما وصل اليه العلم في إدارة الدولة ومؤسساتها وكيف أصبح العلم في معظم بلدان العالم حكم ورقيب عدل أقوى من القوانين وتفاصيل اجراءاتها، فالكاميرات الرقمية تغني عن ألف حارس ورقيب، والحواسيب عن جيش من المدققين!
أعيد وأكرر وأحيي معالي النائب سالم سلمان الوالي وما تابعته خلال ساعتين في مكتبه الذي شاهدته خلية نحل بالنسبة للعمل وعين فاحصة بخبرة وحنكة إدارية قل أن رأيت لها نظير يدقق كل كلمة فيما بين يديه من مستندات ومعاملات ويقرأ وجوه زملاء العمل ويوزع ابتساماته عليهم وهو يسأل عن حال هذا وينكز هندام ذاك ويشيد ((براشد الكامل الشياكة)) وهو وكل زملائه كذلك انعكاس لصفاء بيئة العمل وروح المسئولية الجماعية الخلاقة بفضل إدارة ناجحة.
ختاما أقول:
لن يمنعك أحد إن أردت أن تتميز وتعكس صفاء مرآتك الداخلية حتى تكون مرآة لكل عامل ينظر حالته بها وهو يستحضرك عند بوابة الوزارة وبالتالي يكون كل عامل من الحارس إلى الوكيل تتجلى صورة الجمال في محياهم ويتحلون بروح الوطنية التي يجسدها الوزير العاكف بمحراب وزارته يستحضر الله رقيب ويتحسس على رقبته الأمانة والعهد الذي أقسم به ويعلم ان الشعب سوف يحاسبه في الدنيا عن التقصير والتفريط ويكرمه على البناء والتعمير وفي الآخرة كفى بالله حسيب.
أن اردت التميز لن يمنعك لا تحالف ولا أي وصولي يفكر ارتزاقه من قوت الشعب!
ولن يمنعك كائن من كان ان تخلق بيئة عمل حيوية تجعل من انتاجيتك مرتفعة ومن كفاءتك قدوة لكل من أنت ولي عليهم، وقبل كل ذلك يكون معيار الكفاءة هو الميثاق الذي أقسمت انت عليه أن تخدم الوطن وتحرص عليه مثل مقلة العين وعين الله ترعاك وان تجعل الرجل المناسب وفق كفاءته وعلمه لا قربه وقرابته!!
تسلم يا سالم وبإذن الله تتفرغ القيادة للمهام (العظام) وتسلم إدارة الدولة لكفاءات نزيهة ورهن المحاسبة حتى يصبح حال البلد سالم وأهلها سالمين من كل شر.
بقلم/ صلاح الطفي
27 يونيو 2024م