أخبار الجنوبمقالات

د. جمال يكتب في ذكرى وفاة ” الملاك الذي رحل”

لحج الغد_د. جمال فضل

الملاك الذي رحل …..

مرت علينا قبل يومين الذكرئ الثانية على رحيل فقيدنا الغالي وزميلنا واول شهيد للجيش الردفاني الابيض في مواجهة الجائحة العالمية …د اختصاصي المختبرات عبدالفتاح المزاحمي رحمة الله تغشاه …

منذ يوم الخبر الصدمة برحيل الهامة الصحية وزميل العمل والمهنة ورفيق الحياة والعمل على مدى اكثر من سبع سنوات واكثر..

منذ خبر ذلك الرحيل القاسي والصادم والفاجعة علينا فضلت عدم الكتابة والصبر على المصيبة التي اصابتنا جميعا بل كل ردفان ومن عرف هذا الشخص المتواضع والخدوم ..

لاني اعرف اني ومهما حاولت الكتابة فلا استطع التعبير عن المشاعر الحزينة التي اجتاحتني واغرقت مشاعل الامل التي كانت متقده بوجداني والتي كان لوجوده بجانبي تاثير كبير لنجاحنا معا في تادية رسالتنا الانسانية الى الجميع …

ببساطة كان رجل الخير والامل للغالبية من مرضانا كانت ابتسامته نصف العلاج ليس للمرضى وحسب بل لنا جميعا كطاقم متكامل في مركزنا الطبي وكثيرنا مالاقينا من الاتعاب ماينهكنا ومع عمل فوق طاقاتنا لخدمة اهلنا في مديريات ردفان ..

كان ملجى ومزارا للحالات الفقيرة من اصحاب الامراض المزمنة او نقص المناعة والذين يحتاجون الرعاية المتواصلة لانه يقدم لهم غالبية الخدمة مجانا ويحسب عليهم رسوم رمزيه فقط ..

لم اعرف ان رد لي طلبا ..

رجل المهام الصعبة يذهب المسافات البعيدة لاخذ عينة فحص من مريض او يقيس العلامات الحيوية التي اريدها فهو يمتلك نشاط الشباب واطلب منه هذا عندما اتعرض للاحراج من الكثيرين يادكتور معنا مريض لايستطع القدوم الى العيادة ويريد متابعة مثلا قياس الضغط او فخوصات السكر اوتركيب مغذية او حقنه او يحتاج لمساعده طارىة ..

ولذلك كسب احترام الكل من زملاءة ومن مرضاه ..

كنا مستعدين معا لمواجهة الجائحة ونتناقش عنها باستمرار حتى اعلن في عدن عن اول خمس اصابات بالفيروس ..

اتصلت به ان يجهز لنا مانحتاج من كمامات ومواد غسل الايدي وكانت اول كمامة اهداني اياها منه رحمه الله لانا نعلم اننا اول المستهدفين وخصوصا ونحن نتابع غالبية الحالات من الامراض الباطنية المزمنة بردفان والمناطق القريبة منها ..

وفعلا بدىنا نستقبل الحالات وبدء الاشتباه ببعضها وقبل الشروع بمعاينة الحالات المسجلة ليلة الرابع عشر من رمضان ادخلوه الي كاول حالة وهو يقول يادكتور انقذني انا الليلة مريض ومكضوم ..

 ..صدمت وقمنا بالازم ..

توقفت العيادة عن العمل واجتاحنا الحزن والخوف وكنا اول ضحايا التهويل الاعلامي الخبيث لهذا الفيروس صلينا الصلوات ودعينا الله وكل الناس دعت له بالشفاء ولكن قضا الله وقدره قضت ان يعود الملاك البشري الى ربه بعد فترة من الزمن اسعدنا الله بوجوده بيننا …

نعم بكينا لوداعه ..

وليس عيبا وهاهي الدموع تتساقط الان من عيني فحسبنا الله ونعم الوكيل …

..بعد ان اكملت العزل 14 يوما اخذت العهد على نفسي ان نعمل المستحيل لوقف هذا الفيروس ومعرفة خباياه وعدنا الى العيادة والعمل والتواصل بكل كوادرنا الطبية بردفان …

احاول كل يوم ان اربط جاشي بعد رحيله عند دخولي العيادة ولكن لايمر يوم الا وعجوز او مسن يدخل الي والدموع في مقلتيه ويذكرني به …

اي خسارة هذه واي مصاب ولكننا نقول الحمد لله على قضاءه وقدره …

يكفي له .. (رحمه الله) ذلك الحب الجارف من الجميع

والله اني رايت بكا الرجال والنساء في كل مديريات ردفان على هذا الرحيل المفجع لواحد من اعز الاشخاص الذين تعرفت عليهم وارتبطت بهم ..

نعم انه نصفي الاخر بالنجاح والزميل الذي عملنا معا اطول فترة ممكنة من مهنتنا الانسانية …

لكن عهدا لك سنستمر على طريقك وبنفس النهج باذن الله لخدمة الناس وهانحن قطعنا شوطا كبيرا في التغلب على الفيروس القاتل الذي يستهدف فىة واحدة من الناس ليست تلك الذين يبثون كذبهم عليها(( اصحاب الامراض والمسنين ))بل فىة واحدةةفقط هم من يخاف ويستسلم للهلع والشكوك بمجرد علمه بالاصابة وهاقد عرفنا هذا السر ونحن في الطريق للتفوق باذن الله على هذا الكذبة التي قتلت العالم ..

نم قرير العين فقد اديت الامانة التي حلفت عليها ولكن سنحاول نحن زملائك ان نستمر باذن الله على نهجك حتى اللقاء بك بجنات النعيم باذن الله تعالى ونسال الله ان يوفقنا على هذا ….

اخوك …. د جمال فضل احمد …