رسائل جنوبية!!!

لحج الغد/ كتب العميد فضل العيسائي

في هذا الوضع الجنوبي المتغير والمتداخل دعونا نحاول بقراءة متأنية بعيدة عن الموقف السياسي وقريبة من الواقع الذي يفرض نفسه بقوة بدفع اقليمي ودولي .
ومن هناء نبداء باستعراض مراحل تاريخية ومحاولة اسقاطها على واقع ومتغيرات اليوم علنا نجد فيها العبرة .
ففي العام 1966م وفي اوج انتصارات الثورة الجنوبية على الاستعمار البريطاني حاولت المخابرات المصرية الضغط على التشكيلات الثورية لعمل اطار جبهوي موسع يضم كل القوى الثورية سوى كانت مسلحة او سياسية ودمجت الجبهة القومية بمنظمة التحرير تحت مسمى ( جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل )
لكن هذا الدمج رفض من قبل التيار المتطرف في الجبهة القومية رغم انه كان فكرة الداعم الرئيسي للثورة الجنوبية ( مصر عبدالناصر ) وبالتالي هذا التطرف اوصل الثورة الى الحرب الاهلية في بداية العام التالي واصبح ثوار الجنوب يتقاتلوا فيمابينهم والاستعمار يتفرج ويغذي هذا الصراع وبالمناسبة كان الطرف الشمالي قيادته في صنعاء وتعز وادواته في عدن فاعلة فيه ..

بعد صراع طويل كانت المحطة الثانية في العام 1978 م حيث دخل الجنوبيون في حرب أهلية حسمت بوقت قصير لكن تأثيرها ظل نار تحت رماد حتى الوصول للمحطة الثالثة وفي هذه المحطة تصارع الجنوبيين وخسروا قيادات وكوادر غير عادية ليسلموا السلطة للشماليين وبطيب خاطر وكانت ( تعز الشمالية حاضرة بقوة في هذه المرحلة ) ..

في المحطة الثالثة يناير 1986م تصارع الجنوبيين وسال الدم للركب حتى يعيدوا عبدالفتاح اسماعيل وهو من ابناء تعز للسلطة الذي كان قد اقصي منها في العام 80 م باتفاق قطبي صراع جنوبيين بشهر عسل دام بينهما فقط .
وكانت هذه المرحلة في الصراع قد هزت اركان الدولة الوليدة وقسمت المجتمع واضعفت القيادة حتى وصلت الى الوحدة منهكة وتم تسليم الجنوب بورقة ونص ..
ولان الجنوبيين كانوا فاقدي الارادة والقدرة حتى على الحوار والتقارب فيمابينهم استغل الطرف الشمالي هذا الاختلال واقدم على الحرب واحتلال الجنوب وضمه بالقوة ..
من يقراء مراحل الحراك الجنوبي السلمي الذي تحول الى ثورة مسلحة بعام 2015م بفعل قيام الحوثي ووراه كل الشمال بتجديد احتلال الجنوب بالقوة المسلحة ..وصولا الى قيام طرف جنوبي يدٌعي انه الممثل الوحيد للجنوب وخوضه صراع متجدد ضد اطراف جنوبية تحت شعارات مختلفة وبعد كل ذلك تسليمة الجنوب لاستباحتها مرة اخرى لاطراف شمالية دون قيد او شرط سيجد ان تشابه كبير بين هذه المحطة مع المحطات السابقة بقي فقط الحرب الاهلية الجنوبية فهل نحن على ابوابها ؟؟
هل يتعبر هؤلاي ويسخروا جزء يسير من وقتهم لقرءاة التاريخ ..

اللهم اني بلغت فأشهد

اللهم إنا لانسألك رد القضاء ولكن الطف فيه …

*العميد فضل البجيري العيسائي

عدن

19 أبريل 2022 م