مقالات

هل تجلَّط المُتعبون حقّاً ؟

لحج الغد ✍️ عمَّارالذيباني

جدل واسع وتساؤلات تبحث عن الإجابة بعد أن رأى الشعب الجنوبي مصير تحرير صنعاء من العاصمة الثورية عدن . تساؤلات مجتمعية واسعة بملء الشوارع وجميع وسائل التواصل الإجتماعي تسأل بذعر وقلق كبيرين حول حرب دامت سبع سنين عجاف ، هشَّمت ومحت كل شي جميل ، وهدمت وطن بجميع أركانه ، وقتلت خيرة وأنبل رجاله ، وتآمرت على قيادته ، وجعلتهُ يحتضر مآسيه بصمت أليم ويستعد لمواجهة مصيرية .تساؤلات تنم لحقيقة واقع مؤلم وإنصياع قيادي لعمل سياسي لم يُفصح بعد .

على كل حال فإن جميع الأحزاب اليمنية المتفقة في مشاورات الرياض والمجلس الإنتقالي أنطلقت بالأمس لأداء اليمين الدستوري أمام مجلس النواب والسفير السعودي والإماراتي والعالم بأسره فكان الرد قاسياً وبإحتراف سياسي في إجادة التلاعب اللفظي من قبل الزبيدي الذي لمسناه في أدائه اليمين الدستورية بقوله : (( أن يتمسك ,وان يحافظ , وان يحترم , وان يرعى )) .. كان القسم بمنتهى البساطة والحرص السياسي .

لذلك إن الإجابة على تساؤلات الشعب الجنوبي هو قسم الزبيدي أمام شعبه وكاميرات العالم الذي أربك المتربصين . إن أداء الزبيدي للقسم كان حرصاً يُحسب له في كسب ثقة الشعب الجنوبي وإتمام مسيرته في استعادة الدولة . أما الجانب الآخر وهو الذي يحمل الشك وعدم اليقين في إحتمال انصياع الحوثيين ولكن كسب ثقة الشعب الجنوبي هو الأرجح .

ما العمل ؟

على الشعب الجنوبي أن يلتزم ويؤمن بما حققه الزبيدي بالأمس فأيمانتا نابع من مصداقية هذا الرجُل الشجاع الذي أثبت وجود شعب منهك بفعل سياسات صنعاء فعلياً عسكرياً وسياسياً وأثبت تطور غير مسبوق في ملف القضية الوجودية للأرض والإنسان الجنوبي على مستوى العالم بعد أن افرغتنا صنعاء من عالَمنا الحقيقي بفعل الفكر الخاطئ وإلتهامنا كفرع بعد الوحدة اليمنية

إن العمل السياسي المشترك اليوم أفرز معطيات لابد من العمل بها وفقاً لرؤية التحالف الذي بذل كل قصارى جهده وضغوطات أخرى بالتنازل لم تتضح بعد للوصول باليمن إلى مرحلة الإستقرار النسبي (وهو الذي لا يمكن أن يحدث في الأيام القليلة القادمة ) . لأن تحقيق السلام الدائم والشامل في اليمن، لايمكن توليفة بهذه الطريقة وانما يعكس نفوذ دولتين متورطتين في الصراع باليمن، ولا علاقة لهما بمساعي السلام والذي يرجح بأن استمرار هذا الإتفاق يكون مرهوناً بإستمرارية الإتفاق بين السعودية والإمارات وفي حالة التربص كلاً للآخر فالضحية هو اليمن بأكمله.

* إلى كل جنوبي حُر *

* لقد كسب الزبيدي ثقته المطلقة من تفويضكم له وأن المساس بالتفويض له يعكس سلباً على معطيات اليوم في الساحة ، حيث وان الزبيدي أستطاع كسب رهان سياسي يُحسد عليه أمام المتربصين بمشروعه الوطني السيادي للجنوب .

* إن إلتزامات الشعب الجنوبي واجب وطني تجاه ماتم تحقيقه وان الدفاع عنه يلزم عامة الشعب فقد تجلّط المتعبون ورهقوا أكثر وان إصطفافكم اليوم جعلهم في حالة رعب وأفقدهم ما راهنوا عليه فكونوا دائماً وأبداً المنظومة المتماسكة سياسياً وعسكرياً وإعلامياً حتى تحقيق النصر بإذن الله .

دمتم بخير

وشهر مبارك وكل عام وأنتم بخير

20/ رمضان

21/إبريل/2022

20