قصور حوطة لحج الاثرية ومنشآتها الحيوية تستضيف وفد مدرسة سامية مبروك في رحلة تعليمية ثقافية ..
لحج الغد – قصور حوطة لحج الاثرية ومنشآتها الحيوية تستضيف وفد مدرسة سامية مبروك في رحلة تعليمية ثقافية ..
نفذت مدرسة سامية مبروك للتعليم الأساسي _صبر
24 /4 صباحا …
رحلة تعليمية وتثقيفية لطالباتها المميزات في الفصل الدراسي الاول ( سواء المبرزات في المسابقات المنهجية اوالمبدعات في قسم الأنشطة ) ..
حيث كانت الوجهة هذه المرة غير معتادة…
إذ تعتبر مغامرة مشوقة لإعادة اكتشاف الحوطة بما تحويه من أماكن أثرية او منشآت حيوية أو معاهد حكومية تقدم خدمات تعليمية إنسانية جليلة ..كان من حسن حظنا زيارتها …
كان خط سير رحلتنا مشوقا ..بدايةً بالتجمع والانطلاق في حافلتين صوب الحوطة ..واسارير البهجة تعلو وجوه بناتنا ..
ثم وصولنا بحمد الله إلى حوطتنا النابضة بالحياة مع شروق الشمس باشعتها الذهبية ..حيث كانت الطرق تعج بالطلبة والعمال والناس ..من مختلف الفئات ..لكلٍ وجهته ومبتغاه..
حطت خطواتنا الرحال في أول مرفق وهي : جمعية رعاية وتعليم المكفوفين وضعاف النظر ، إذ تم استقبالنا من قبل القائمين على الجمعية بكل ترحيب وحفاوة ..مثمنين هذه الزيارة،،وشارحين لطالباتنا اهم ما يقدمه المعهد من خدمات تعليمية لشريحة ( المكفوفين ) ..إذ تفضل الاستاذ عبدالله ( كفيف ) وحاصل على بكالوريوس لغة عربية..تفضل بشرح طريقة برايل لتعليم المكفوفين القراءة والكتابة ..
ثم طفنا في جميع القاعات للتعرف على الطلاب عن قرب..إذ وجدنا تعليم عالي المستوى ونتائج مبهرة ..رغم فقدانهم لحاسة البصر..
مثل الطالب المنشد محمد .. ذو الصوت الشجي الرائع ..الذي اتحفنا بانشودة معبرة.
كان من أهم مالفت النظر هو الشهادات الحاصل عليها هؤلاء الطلاب من الابتدائي إلى الماجستير…وإصرارهم على التعلم بكل اجتهاد..
ايضا أكثر مرتادي الجمعية هم الطلاب من قرية ( العميان ) في الفيوش..
وغادرنا المعهد على وقع كلمات النصح والإرشاد لبناتنا بتقدير نعم الله سبحانه وتعالى علينا ..واستخدامها الاستخدام الأمثل..
ثم انطلقنا لوجهتنا الثانية صوب ..جمعية رعاية الصم والبكم ، للتعرف على شريحة أخرى مميزة من ابنائنا من ذوي الهمم ..ممن لم يستسلموا للإعاقة ..بل استفادوا من باقي الحواس ايما استفادة للقراءة والكتابة والمعرفة..
فطاف الوفد بقاعات المعهد مرحبين بنا على طريقتهم ( طريقة الإشارة )..
كما تعرفت طالباتنا على أهم الوسائل المستخدمة هناك ..واهم الخريجين من هذا المعهد المميز بعطائه…
ثم انعطفنا يمينا متوجهين إلى ..*قصور حوطة لحج الاثرية المهيبة* ..
فتوجهنا إلى كلية الزراعة للاطلاع عن قرب على قصر الروضة الاثري ..إذ بدت الدهشة على محيا الطالبات قائلات..هذا يوجد في لحج ؟! ونحن لا نعلم..
لقد بدا القصر مهيبا جميلا بطوابقه وسطحه المطل على الحوطة والأراضي المجاورة لها في القرى القريبة..لقد كان مشهدا جماليا بهيا كبهاء لحج القديمة الحقيقية..
كما كان لنا فرصة اكتشاف ( سرداب القصر ) الذي يربط قصر الروضة بقصر دار الحجر..متعرفين على الفترات التاريخية التي بني فيها القصر ومن بناه ولمحة موجزة عن أهم سلاطين لحج..( السلطنة العبدلية ).
ثم طاف بنا أحد أساتذة الكلية في رحلة استكشافية .. لبعض اقسام الكلية .. سواء المشاتل وطرق الانبات الحديثة ..او بعض اقسام الثروة الحيوانية..
حيث استمتعت الطالبات بجماليات الكلية من أشجار ومساحات خضراء منسقة ..تحاكي حدائق قصر السلطان التي كانت تحف المكان ..
بعدها بخطوات.. عرجنا على أهم منشأة حيوية حديثة تم إعادة افتتاحها الاسبوع الماضي ..وهو ( ملعب معاوية ) ..حيث كان المشهد الأولي للدخول إليه مبهجا ومشعا للغاية ..إذ استمتعت الطالبات بجولة حالمة فيه..طائفات بالمدرجات المهيبة والتي تتسع لأكثر من ثلاثة عشر الف متفرج ..
هذا وقال الأستاذ اليماني المسؤول هناك ..ان الملعب يرحب بكافة أبناء المحافظة لإقامة اي فعالية رياضية شبابية أو طلابية من اي نوع بعد استكمال ماتبقى من تجهيزات أخيرة لجعله جاهزا مائة في المائة..
بعد ذلك كان لنا جولة في قصر _ دار الحجر للتعرف علية كمعلم اثري لحوطة لحج سواء من مدخله المشيد رغم الإهمال الواضح أو في أروقته المعاد ترميمها في عهد الدكتور الخبجي..حيث كان للاعلامي _البرحي_ مداخلات قيمة شارحا للطالبات أهمية القصر التاريخية والمعمارية ..
كانت سعادة الطالبات كبيرة ..حيث لم يخلو الأمر من بعض المرح بالالعاب المتواجدة أمام القصر ..او حديقته الأمامية..
إذ كان ختام رحلتنا مسك ..
فقد تناولت الطالبات وجبة الغداء هناك ملتقطات الصور التذكارية لهذه الرحلة التعليمية الثقافية المميزة عن حوطة لحج ..والتي لا تعلم عنها الأجيال الصاعدة الكثير..
لا ننسى هنا أن الطالبات دوّن بعض الملاحظات عما شاهدنه في هذه الجولة المميزة قائلات :
* تعرفنا على حوطة لحج كاننا نرها لأول مرة..فلحج ليست الشارعين وبعض دكاكينها المعروفة فقط ! ..فالحوطة متحف اثري مفتوح يعج بالقصور التاريخية ..والأماكن الأثرية القيمة..
* هناك أماكن ومنشآت حديثة تستحق الزيارة للتعرف عنها عن قرب ..ولا يجب الاكتفاء بالسماع أو القراءة عنها فقط !..
ورغم كل هذا الاندفاع والتأثر الا أنهن خرجن أيضا بملاحظات ثاقبة ..
الأماكن الأثرية الضخمة هذه مهملة ! وبحاجة إلى ترميم عاجل للحفاظ عليها..
عدم وجود متنفس عام يليق بأبناء الحوطة وزوارها .. سواء حدائق عامة منظمة وكبيرة أو مطاعم تتسع للعوائل وتستوعبهم في المناسبات ..مما لا يضطرهم للذهاب إلى المحافظات المجاورة وتحمل عناء السفر بحثا عن شيء من البهجة..
كان الوفد برئاسة الاستاذة القديرة / راوية ابوبكر مسؤولة قسم الأنشطة في مدرسة سامية مبروك..والتي تعتبر موسوعة ثقافية عن محافظة لحج وتاريخها الممتد ..موضحة للطالبات كل الأماكن والشواهد الأثرية التي مررنا بها ..
لم تكن مجرد رحلة ترفيهية معتادة ..بل كانت رحلة تعليمية مثمرة لطالباتنا ..نأمل أن تكون قد رسخت في وجدانهن ان نقدر نعم الله سبحانه وتعالى علينا ونستخدمها الاستخدام الامثل..
وليعرفوا أن حوطة لحج تختزن تاريخ عظيم ومشاهد تاريخية لحقب زمنية مازالت شواهدها ماثلة إلى الآن .. يجب أن نحافظ عليها .
في الوقت ذاته لا ننسَ ان نشكر كل القائمين على تلك المرافق الحيوية والأثرية التي زرناها وذلك لتجاوبهم وترحيبهم بمثل هكذا رحلات تعليمية.
*إعلامية : أنسام عبدالله*