مقالات

غياب الوعي والحكم الرشيد وتعطيل المصالح في الجنوب

لحج الغد – بقلم /أ . عنتر صالح
“””””””””””””””””””””””””
يقول :المثل الشعبي القديم في بلادنا (( لاتبكي على من مات ولكن ابكي على من خف عقله))
فقدان الوعي أو غياب الوعي هو انقطاع الصله بين الإنسان ومحيطه الخارجي .
في علم النفس يعرف الوعي بأنه حاله عقلية يكون فيها العقل بحاله إدراك وعلى تواصل مباشر مع محيطة الخارجي عن طريق منافذ الوعي التي تتمثل بحواس الإنسان الخمس .
فنمو الوعي وزيادته هي عملية تراكمية مركبة ليست هي سهلة أو بسيطة وان هناك حقيقة لازم يدركها كل انسان وهي كلما ازداد وعيك كلما ازدادت مسؤوليتك والمهام المنوطة بك،من الصدع بالحق ونشرة وفتح الطريق أمام من لايزالون داخل دوامة الجهل والغباء والبلاهة، فالإنسان الواعي لديه قدرات ذهنية تفوق غيرة من الناس السطحيين والمغيبين ، لقد كسبنا القليل من الوعي البسيط جداً عن بعض المشكلات والظواهر المختلفة الموجودة داخل الوسط الاجتماعي الذي نعيش فيه من خلال الدراسة المختلفة من الابتدائي إلى مرحلة الدراسات العليا هذه من جانب والجانب الآخر هو القراءة المستمرة في النهار و الليل الطويل و على الضوء والشمعة والفانوس والاتريك إلى وصلنا الى ضوء الكهرباء بعد الاربعين من العمر استمرينا في القراءة لسنوات طويلة استهلكنا كل وقتنا و طاقاتنا فيها وفقدنا نص من نظرنا ، والازلنا مستمرين على هذا السلوك التي تعودنا عليه منذ الصغر فالقراءة المتعددة والمتنوعة هي المفتاح والطريق لزيادة الوعي فبدون القراءة ستبقى تابعا للقطيع ومغيب تماما عن مايدور من حولك فالقراءة تتنمي عندك نسبة الوعي والفطنه والتراكم المعرفي فالمعدة غذائها الاكل بينما العقل غذائه القراءة التي من خلالها سيتشكل عندك حس نقدي يمكنك من التحليل والمقارنه عن كل مايحيطك من قضايا مختلفة ، أن أهم وسيلةلفهم الحاضر واستشراق المستقبل هي قراءة التاريخ قراءة واعيه ومتأنية وعلمية.
وكذلك قراءة الكتب والمطبوعات بمختلف مجالاتها المتعددة والمتنوعة من العلوم الانسانية هي التي تفتح عينيك عما يدور حولنا وتفتح لك كل الآفاق بحيث تكون لك القدرة على التحليل وربط الاحداث حتى تصل إلى استنتاجات مختلفه .
في الاسبوع الماضي صباح يوم الخميس تاريخ ١٨/٤/٢٠٢٤ كانت لنا زيارة إلى مدينة كريتر انا والصهير الدكتور سالم البكري النائب الأكاديمي السابق لكلية التربيةردفان ونائب العميد لشؤون التطبيق العملي وخدمة المجتمع في كلية العلوم التطبيقية والطبية في ردفان حالياً ، حضرنا العزومه نحن وأفراد أسرنا عند واحد يافعي من اصهورنا واثناء المقيل تبادلنا بنقاشات مختلفة عن الوضع العام في البلاد حدثنا صهيرنا العميد علوي عبادي اليافعي إحدى الضباط في وزراة الداخلية المسرح من حرب 94 حدثنا هذا الضابط وبمرارة عن جارة اليافعي السعدي الذي يسكن جنب بيتة عن توقفه بالعمل بقاطراته الثلاث بسبب الجبيات والاتاوت المختلفة التي تصل باليوم على كل قاطرة تخرج من عدن الى آخر نقطة حدودية في منطقة الحد حيث تقدر عدد الجبيات والاتاوت على كل قاطرة بمليون ومئتان الف ريال يمني، بينما القاطرة التي تدخل الحدود الشمالية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين من بداية الحدود يفرضون عليها ألف ريال لاغير للمجهود الحربي، ممااطر صحابنا اليافعي أن يوقف كل القاطرات الثلاث التي يمتلكها أن يوقفها عن العمل في إحدى الاحواش في مدينه صبر بسبب فرض الاتاوت والجبيات يعني كل يوم تمر القاطرات التي تقدر بالالاف اين ترجع هذه المبالغ التي تصل في الشهر مئات المليارات طيب ليش ماتورد هذه المبالغ في بنك خاص اين دور المجلس الانتقالي وابناء الجنوب من هذا العبث ولاهدار لهذه الأموال والناس المساكين والفقراء والشرفاء في عدن وفي المدن الأخرى يبحثون ليلاً في القمامه لكي يحصلون عليه من بقايا الطعام
يعني تسع سنوات وهكذا تهدر أموال دون أي بنود للصرف أو قانون ينظم هذه الأموال او رقم حساب اوبنك خاص لها تسخر لصالح المصلحة العامه اين عقول قيادة المجلس الانتقالي واللجنة الاقتصادية عن هذه الظاهرة الخطيرة
والشي الآخر عن تغيب الوعي من ايام الحرب 2015م والمنظمات الدولية يتحكم فيها كما يقول الشارع حزب الإصلاح مسيطر عليها سيطره كامله لماذا ؟ وكيف ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تابعة للمجلس الانتقالي هل هذه الوزارة فشله في إيجاد وسطاء محليين لتحكم بهذه المنظمات وتركه الحبل بالقارب لحزب الإصلاح
والشي الآخير عن تغيب الوعي قادة من الشرعية ومن الانتقالي رواتبهم فوق 25الف ريال سعودي وأسر متعففة فقيرة ماشي يوجد لديهم قيمة روتي والله انها حقيقة ايش من اخلاق وايش من ضمير وايش من دين يسمح لكم أن تتمتعون بهذه الأموال والناس تئن في بيوتها جوعا وقهرا وفقرا ،ان الدين إذا فرغ من محتواه الأخلاقي فلاقيمه له ،فالسياسة اذا لم تقوم على الأخلاق والعدل بين الجميع ستفشل ويتولد القهر والاستبداد وتفقد الثقة بين الجميع ، ففي عهد الخلافه الاسلاميه عندما ساد العدل وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه رفض الخليفة عمر أن يشرب قليل من العسل في بيته وهو مريض الا عندما استذن قومه خوفا من عقاب الله أنه معه عسل والناس لايوجد لديهم العسل هذا العدل والامانه والحرص على مصالح العباد والبلاد جعلهم يصلون بدينهم الجديد إلى مشارق الأرض ومغاربها اين انتم من هذه القيم ، حتى في بداية تحرير الجنوب ايام الاستعمار البريطاني كانت القيادة العامة للجبهة القومية مساكين لايوجد لديهم أي امتيازات وأموال كأنت القيادة والشعب في الهواء سوى صحيح أنه كان في زمنهم ضعيف الدين بس كانت موجودة اخلاق وحرص على المصلحة العامة الان القيادة حقنا من الانتقالي عملوا سياج حديدي بينهم وبين الشعب عملوا انفسهم مثل براهمة الهند وخلو الشعب مثل المنبوذين إذا لم تعاني القيادة مثل مايعانيه الشعب وبنفس المستوى والدخل لايمكن أن تنجح هذه القيادة ولا يمكن أن تتوفق ولاينصرها الله إن الله يقيم الدولة الكافرة العادله ويهزم الدوله المسلمة الظالمه الأموال والرواتب التي بتحصل عليها القيادات غيبتهم تماما عن مايعانية الشعب هذه الفوارق الطبقية في الدخل والمكانه تقتل وتشوه كل المثل الخيرةوالقدوة الصالحه لان منبع السياسة هي الاخلاق وقد ترسخت هذه الفكرة منذ العهد اليوناني قبل الميلاد وعندما تفقد السياسة اخلاقها تفقد قيمتها وتفقد القدوة بين الجميع ، فالسياسة تقوم على وظيفة أساسية وهي إدارة المصالح وتحقيق الحكم الرشيد. لنا تسع سنين ماهي المصالح الذي تم تحقيقها الفقير يزداد فقرا والغني يزداد غنائاً رجع نص الشعب شحات في الجولات والشوارع والمساجد مفروض المجلس الانتقالي في هذه المرحلة يكرس جهودة في تنمية الإيرادات المحلية ومعالجة الخدمات والفقر المدقع وإصلاح التعليم غير هذه المهام سيصل إلى الهاوية وفعلا قد وصل إلى الهاوية كما أراد له المخرج الدولي أن يوصله إلى هذه الهاوية.
انا متاكد الف تأكيد اذا احد قام ببحث ودراسة عن مستوى القبول والتأييد للقيادة السياسية للمجلس الانتقالي وأخذ العينات الاحتمالية العشوائية والعينات الاحتمالية الغير عشوائية من المجتمع المبحوث والله انه يصل ان نسبه الرضاء عن القيادة نسبه مخزية خاصه بعد دخول المجلس الانتقالي بشراكة مع الشرعية انا لاتوجد عندي إمكانيات مادية ولا باقدم لهم ببحث شامل وكامل عن مستوى قبول ورضى الشعب الجنوبي عن قيادته السياسة واصل الى كل الفرضيات التي أتوقعها وبنسبة 90 %_ 85 %بعد دخول المجلس الانتقالي مع الشرعية وأصبح صاحب قرار وشريك في تعذيب الشعب في الوضع الاقتصادي ،نحن ليس ضد المجلس الانتقالي نحن مع المجلس الانتقالي ومع الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في تطلعاته في استعادة الدولة الجنوبية باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجنوبي ولايمتلك الرئيس عصا سحرية يواجه بها العالم والاقليم والقوى المتربصه به من الأحزاب لكي يؤسس دوله جنوبية بيوم وليله نحن مقدرين حجم الضغوطات الدولية والإقليمية عليه لكن بقية القادة لايتركون الحبل على القارب ويرمون الحبل للرئيس يحل كل مشاكل البلد الصغيرة والكبيرة الجنوب هو مسؤوليتنا جميعا في استعادة دولته وكتابة هذا النقد هو جزء من مسؤوليتنا، لكن نحن في نفس الوقت ضد الأخطاء القاتله والمتعمدة وضد الغباء والوعي المغيب لدى بعض قيادته الذي ينخرهم هذه الأخطاء والسلبيات يوما بعد يوما ولا يدرون الا وقد فقدو البوصله ومن بعدها لاينفع الندم، نحن لانبكي على كل مافقدناه من الاحتلال اليمني ولكن الآن نبكي على من فقدو عقولهم وجاء لديهم الجنوب والفرص الى أيديهم على من طبق من ذهب وبالتالي قبلو بالذي علنوا عليهم الحرب وجابو لهم القاعدة والارهاب أن يكونوا حكام ورؤساء عليهم .
واخيراً اختم مقالي هذا القصير والمتواضع بمثل شعبي كما بدأته بمثل شعبي الذي يقول : ((محد بيربي الحنش داخل بيته )).