مقالات

انهيار وتراجع كبير للثقافة الأخلاقية والروحية

 

-كتب:أ/ عمر صالح حيدرة – لحج الغد-

الحرية السياسية في الإسلام.. تقوم على مبدأ تكافؤ الفرص بين الناس، يحق للمواطن في الوصول إلى كافة المناصب في الدولة، حسب المؤهل والكفاءة، بعيدًا عن أي تدخلات مثل المحسوبية، أو القرابة في اختيار الأشخاص، وقد أكد الإسلام على هذا المبدأ، فرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام يقول ( من ولّى من أمور الناس شيئاً، فولى عليهم أحدًا محاباة أو لقرابة وهو يعلم أن منهم من هو أصلح منه فليتبوأ مقعده من النار).. وكم تتناقض هذه المبادئ، التي جاء بها الشرع الإسلامي، مع واقعنا اليوم، لقد أصبحت المحسوبية في زماننا هذا جزءًا من الحياة اليومية.

فإن النزعة والثقافة المادية هي المسيطرة على الكثير من الأفراد وقد تأصلت ثقافة المادة والمصلحة في نفوسهم، فالحصول على الأموال والثروات والمناصب أصبح هدفهم الأساسي في هذه الحياة..!! وتحولت لديهم كل هذه المصالح الشخصية والسلطوية من أدوات ووسائل، إلى غاية ومنهج حياة…في ظل انهيار وتراجع كبير للثقافة الأخلاقية والروحية،

فالحفاظ على المبادئ والقيم في كل الأحوال والظروف، يحتاج إلى نفوس قوية وسامية، تسقط أمامها كل الأطماع والمغريات المادية، والتمسك بهذه القيم تمنح الإنسان الإحساس والشعور باحترام وتقدير الذات، وكسب ود وتقدير واحترام الآخرين..!