لحج الغد – لحج
يعد الشاعر والملحن أحمد فضل بن علي بن محسن العبدلي ( القمندان ) من أشهر شعراء العامية في اليمن ولد في مدينة الحوطة عاصمة سلطنة لحج في صباح يوم 15 شعبان من العام 1299 أي ما يوافق الأول من يوليو 1882. وتنحدر أصوله إلى عائلة العبدلي.
يعد الشاعر والملحن أحمد فضل بن علي بن محسن العبدلي ( القمندان ) من أشهر شعراء العامية في اليمن ولد في مدينة الحوطة عاصمة سلطنة لحج في صباح يوم 15 شعبان من العام 1299 أي ما يوافق الأول من يوليو 1882. وتنحدر أصوله إلى عائلة العبدلي.
تلقى أحمد فضل العبدلي مبادئ القراءة والكتابة في منزل والده السلطان، وتقريباً في عام 1891 عندما كان يبلغ من العمر سبع سنين أدخله أبيه إلى “دار العلم” وتلقى تعليمه الأولي هناك، وعلى يد بعض من فقهاء الحوطة، حيث نال قسطاً من التعليم في المساجد والكتاتيب في مدينته في وقت لم يكن فيه التعليم متاحاً للجميع. درس قواعد اللغة العربية والفقه الإسلامي والحديث، وتعمق أكثر في الدراسة على يد عدد من العلماء في حضرموت، وفي هذه السبع السنين التي درس فيها حفظ القرآن ودرس علومه تلقى دروس كذلك في الحديث والعلوم الإسلامية والنحو والصرف والمنطق والبلاغة والبيان والإعجاز والحساب والموسيقى والتاريخ والجغرافيا
تدرب القمندان على الآلات الموسيقية وتلقى مبادئ وأصول الموسيقى على يد أربعة من المدرسين نزحوا من مدينة تعز واستقروا في الحوطة وتعود أصولهم إلى الشام، وهم الأخوين عبد الحميد ورافع رضا رياض من مدينة حلب وإلى جانبهما (سعيد تقي الدين الأجاصي) و(ضدام الفياض). وأجاد القمندان العزف على الساكسفون والبجل والفنيون والأينو ورغم أنه وجد صعوبة في إتقان العزف على القانون إلا أنه تمكن منه بعد ذلك، وفي وقت لاحق أجاد العزف على آلة القنبوس.
والقمندان يعد من أشهر شعراء العامية في اليمن أجمع، ولأشعاره شعبية هائلة في لحج والمناطق المحيطة بها. وكملحن فهو يُعتبر مؤسس الغناء اللحجي الحديث، أحد الأساليب والأنواع الغنائية الرئيسية في اليمن إلى جانب الغناء الصنعاني والحضرمي. ومن أسباب شهرة الشاعر دخول الفونوجراف إلى عدن، فمهد له هذا الطريق إلى قلوب العاشقين للموسيقى والأغاني.
الأغاني الأولى
أولى الأغاني التي سُجلت كانت “البدرية” و”تاج شمسان” و”همهم على الماطر حبيب نشوان” قامت بتسجيلها شركتا تسجيل ألمانيتان “اوديون” وشركة “بيدافون” إضافة إلى شركة التسجيل “التاج العدني”، وقام بأداء الأغاني الفنانان من فرقة القمندان الموسيقية “فضل محمد جبيلي” و”مسعد بن أحمد حسين. واليوم يعتبر الشاعر من التراث اللحجي، ويعدُّ رمزاً من الرموز الثقافية والفكرية لمحافظة لحج ومدينة الحوطة ومن أبرز شعرائها وأعلامها
وللقمندان ديوان شعري واحد فقط، وهو (المصدر المفيد في غناء لحج الجديد)، ويضمُّ تقريباً جميع القصائد التي قام بتأليفها حيث يحتوي على 90 قصيدة من أصل 95 منسوبة إليه. ويشتهر القمندان كشاعر شعبي.
كما إن للقمندان بعضا من الأعمال والقطع النثرية، ولعلّ أهم ما كتبه في النثر هو كتابه الذي يؤرخ فيه عدن ولحج تحت الاستعمار البريطاني (هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن)، وكتب في النثر أيضاً كُتَيِّب صغير أسماه “فصل الخطاب في إباحة العود والرباب”، وإلى جانب هذا فله عدد من المقالات نشرت في مقدمة ديوانه المطبوع في 1938، ومقالات أخرى نشرها في صحيفة فتاة الجزيرة التي كانت تصدر في عدن.
تولى القمندان قيادة الجيش النظامي في عام 1904م تقريباً، وكان يبلغ حينها تسعة عشر عاماً، ومن الأسباب التي دفعت عمه إلى ذلك إجادة القمندان للغة الإنجليزية مما سيسهل عليه التعامل مع القوات البريطانية الحليفة في عدن، والتي تربطها بالسلطنة الكثير من المعاهدات والمواثيق.
وعندما تولى قيادة الجيش – الذي قام بتكوينه – كان بحاجة إلى فرقة موسيقية، فنشط في جلب آلات نحاسية موسيقية ومعلمون موسيقيون ضمن محاولاته لإنشاء فرقة خاصة بالجيش. قام بتأليف كلمات النشيد الوطني والسلام السلطاني. وما أن أكمل القمندان تشكيل الفرقة الموسيقية حتى تخلى عن قيادة الجيش المستحدث ولكن ظل لقب القمندان” متشبثاً به، وهو عبارة عن تحريف ل”كوماندر” الإنجليزية. بمعنى قائد عسكري.
بعد أن ترك القمندان العسكرة وهجر الإمارة نشط في تطوير الزراعة في منطقة لحج والبحث عن السبل والوسائل التي تمكنّه من مضاعفة الإنتاج الزراعي، ويعتقد البعض أن بفضل القمندان بلغت الزراعة أوج إزدهارها في الثلاثينيات وحتى منتصف الأربعينيات في منطقة لحج، التي أصبحت تعرف بلحج الخضيرة. وكذلك فقد كان الأمير أحمد فضل هو الذي جلب الفل على الأرجح من الهند إلى بستانه الحسيني في الحوطة، وجعلها أشهر مناطق زراعة الفل وتجارته في جنوب اليمن.
توفي في بداية شهر أغسطس من العام 1943م ما يوافق بداية شهر شعبان من عام 1362 في التقويم الهجري، وكانت وفاته في الساعة السادسة مساء في مستشفى في مدينة التواهي بعد أن ظل هناك لفترة طويلة تحت العلاج، ونقل في صباح اليوم التالي إلى الحوطة ليدفن في مسجد الدولة هناك.