مقالات

*عدن لا تحتمل كل هذا*

كتب /عزالدين الشعيبي لحج_الغد
ظاهرة النزوح الاستيطاني من محافظات الشمال إلى الجنوب وظاهرة توافد الأفارقة إلى عدن والجنوب في تطور يجلب الكثير من التساؤلات والمخاوف بنفس الوقت ظاهرة النزوح من المحافظات الشمالية بهذه الأعداد إذا ما سلمنا أنها مشكلة معقدة فشلت تجاها قيادتنا في المجلس الانتقالي الجنوبي بوضع بروتوكول أو حزمة إجراءات تحددها وتضعها على المجهر نظرا أن من يقف وراءها جهات لها مآربها في الحكومة وبعض الأحزاب والقوى المعادية لشعبنا الجنوبي . بحت أصواتنا وجف حبر أقلامنا من التحذير منها ، إذ من المتعارف في كل البلدان أن أية عملية نزوح من بلد تشهد حروبا أو كوارثا تكون وفق إشراف الدولة أو منظمات منسقة من الدولة ويضع لهم مساكن وعزل معروفة مراقبة صحيا وأمنيا وتحت رقابة الدولة التي تأويهم . الغريب بالأمر أن ظاهرة النزوح من المناطق الشمالية إلى العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب هي عملية أشبه ما تكون بالعملية السياسية . نازحون بستحدثون بناءات عشوائية ، عمليات بسط على مباني تابعة للدولة نازحون لهم حرية الحركة ،يمتلكون الأموال وبالعملة الصعبة حيث رصدت إيجارات لهم بالعملة الصعبة في ظل المتعارف عليه أن النازحين يمرون بوضع معيشي صعب بعد تشردهم، بسطهم على الكثير من الأعمال وفي أماكن حساسة مع غياب الأجهزة الاستخباراتية كل هذه الأمور تبعث القلق ليس من ناحية نشوب عنها ظاهرة التسول الكبيرة التي تشهدها العاصمة عدن ومحافظات الجنوب بعد تحول الكثير من الأسر إلى متسولين بشكل لافت للنظر ، ولا المقابل النازحون الذين يقومون بحجز شقق مفروشة أو أجنحة خاصة في فنادق رافهة وبأموال كبيرة في العاصمة عدن ، بل تحرك بعض النازحين من مناطق شمالية في العاصمة عدن والجنوب وبأسلحتهم الشخصية وبكل أريحية ، كثرة النازحين بهذه الأعداد الكبيرة جدا غير الخاضعة لإجراءات قيادتنا السياسية والأمنية وإشرافها كلها تبعث القلق وتبعث تساؤلات كثيرة . الوافدون الأفارقة يأسنا من مناشدة جهات الضبط والأمن من الحد منها وتدارسها وكل ما كثرت منشوراتنا ومخاوفنا زادت ظاهرة الوفود بشكل اكبر من سابقاتها ، التطور الملحوظ كانت الوفود الأفريقية تأتي عبر الأشرطة الساحلية للعاصمة عدن ولحج وتتوجه مشيا على الأقدام بإتجاه الشمال وبحسب ما نسمع يقصدون السعودية ومناطق في الشمال المستجد بالأمر أن الوافدين القادمين في هذه الأيام يستوطنون في العاصمة عدن وقد عجت بهم العاصمة وشكلت إزدحاما كبيرا وأتجه البعض إلى البحث عن بعض الأعمال الخاصة. المتنزهات والمباني الحكومية في عدن والتقاطعات والأرصفة أمتلأت بالأفارقة . مما قد يسبب مخاوف طبيعية لعمليات أي نزوح على الصعيد الأمني وتبعاته من قضايا جنائية أمنية بشكل عام ، كذلك صحية بيئية في نقل الأمراض ، اجتماعية وغيرها من الأمور الأخرى الخطرة كل هذا لا تحتمله العاصمة عدن والجنوب عامة سيما وهي تمر بأوضاع حرب وما خلفتها من تبعات على الصعيد الاقتصادي والخدمي والأمني والصحي وكل الأصعدة . هناك من يقف وراء هذه الأمور ليس لأهداف إنسانية نبيلة لأن وحتى في بلدان العالم المتصفة بالحقوق والواجبات والإنسانية لا تشهد ما تشهده بلادنا ثمة نظام وقانون ودولة ورقابة وأجهزة أمن وقوانين تنظيم عمليات النزوح وإجراءات مشددة نحن يا سادة مبعثرون للأسف وبنا من المصائب ما ينفر منها الحيوان قبل الإنسان وضعنا غير قابل للحمولة .