تقارير وتحقيقات

“الخطاب الإعلامي الجنوبي- الواقع والمآلات” في ورشة عمل للدائرة الإعلامية في الأمانة العامة

لحج الغد – تقرير/ أشرف محمـد
نظمت الدائرة الإعلامية بالأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، يوم الخميس 8 أكتوبر2020م، في العاصمة عدن، برعاية الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وعلى طريق احتفالات شعبنا بالذكرى الـ 57 لثورة 14 أكتوبر، ورشة عمل تحت عنوان: “الخطاب الإعلامي الجنوبي- الواقع والمآلات”، بمشاركة أكثر من 60 مشاركا مثلوا نخبة من الإعلاميين والأكاديميين والنشطاء السياسيين والباحثين والمهتمين بقضايا الإعلام الجنوبي.
وافتتح الاستاذ فضل محمـد الجعدي، مساعد الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، ورشة العمل بكلمة عبر فيها عن سعادته لحضور هذه الورشة ومشاركته مع نخبة من الإعلاميين والصحفيين والأساتذة والباحثين المتخصصين.
وأشار الجعدي إى أن الاعلام الجنوبي كان من اقوى وارقى الاصوات في المنطقة، مؤكدا على الدور الكبير للإعلام في نشر الثقافة الاعلامية والسياسية والوطنية داخل صفوف مجتمعنا.
وأكد الجعدي على ضرورة تعزيز الإعلام الجنوبي خصوصا لكونه يمتلك قضية عادلة في مواجهة آلة إعلامية ضخمة وممولة بسخاء لبث الفتن في الجنوب وإشاعة التضليل.
وذكّر الجعدي في كلمته بمسيرة الإعلام الجنوبي منذ ماقبل 30 عاما، وما كان يمتلكه من مهنية واقتدار ومساحة من الحرية، بل وكيف كان الجنوب من أوائل الدول في امتلاك التلفزيون والاذاعة.
وشدد مساعد الأمين العام على ضرورة الخروج برؤية واضحة للإعلام الجنوبي في الورشة تساعد على النهوض والتطوير والمنافسة.
د. الحو: الهدف الارتقاء بالخطاب الاعلامي الجنوبي وتصويب مفرداته
وتحدث الدكتور عبدالله الحو رئيس الدائرة الاعلامية في الامانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، وهي الجهة المنظمة للورشة، موضحا بأن الورشة اقيمت برعاية الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي ونظمتها الدائرة الاعلامية بمشاركة عدد 60 مشاركا من الاعلاميين والصحفيين والنشطاء السياسيين والأكاديميين والباحثين لما لهذا الموضوع من أهمية، حيث وجهت الدعوة للمشاركين لمناقشة الخطاب الاعلامي الجنوبي بهدف الارتقاء به وتصويب مصطلحاته ومفرداته ولجعله يخدم القضية الجنوبية بالمستوى المطلوب.
وعملت ورشة العمل على مناقشة موضوع “الخطاب الإعلامي الجنوبي- الواقع والمآلات ”  من خلال ستة محاور أساسية تمثل أبرز ما يلمسه الصحفيون والإعلاميون الجنوبيون في واقع الاعلام الجنوبي، وهي:
المهنية في وسائل الاعلام الجنوبية – الإشكاليات والتحديات
القيادة السياسية الجنوبية.. الرؤية والابعاد في الخطاب الإعلامي
دور وسائل الإعلام في إبراز أهمية اتفاق الرياض
الاعلام ومسار الخطاب الجنوبي
الإعلام الوطني في الجنوب.. بين الواقع والطموح – كيف نحمي الثوابت الوطنية
الاعلام الجنوبي في ضوء المتغيرات السياسية والتكنولوجية (واقعه، خطابه، تحدياته، مستقبله)
باحشوان: لابد من وحدة العمل الاعلامي لمواجه الاعلام الآخر
وقدم الصحفي المعروف الاستاذ عيدروس باحشوان، رئيس تحرير صحيفة عدن تايم، أولى أوراق ورشة العمل بعنوان : المهنية في وسائل الاعلام الجنوبية- الاشكاليات والتحديات، حيث اشار فيها الى ان المهنية هي عبارة عن اشباع الاعلامي لرغبات المجتمع، موضحا بان المهنية لا تدرس في القاعات الدراسية او في أروقة الجامعات، ولكنها في الأساس تعتبر ممارسة يومية للإعلامي في داخل مؤسسته.
وتناولت ورقته “المهنية في وسائل الاعلام الجنوبية” نموذج واقعي لوسيلة اعلام متميزة في الاعلام الجنوبي هي صحيفة “الأيام”، حيث قدم فيها باحشوان دور الصحيفة في مرحلة الحراك السلمي الجنوبي منذ انطلاقه في يوليو 2007، وقال باحشوان ان “الايام” كانت بمثابة البوتقة التي جمعت قوى الحراك السلمي وعملت الى حد كبير على توحيد الخطاب الاعلامي والسياسي لهذه القوى الجنوبية.
ودعا رئيس تحرير صحيفة عدن تايم من خلال ورقته قيادة المجلس الانتقالي ودائرتها الاعلامية الى ضرورة العمل قدر المستطاع على انهاء حالة الشتات التي يعيشها الاعلام الجنوبي، مقترحا ان يتم ذلك من خلال انشاء غرفة اخبار واحدة، تكون هي المصدر المعتمد للأخبار والمرجعية لها، وذلك لتزويد جميع وسائل الاعلام الجنوبية بالأخبار والصور والتقارير الاخبارية والمواد الاعلامية، وأكد باحشوان على ما جاء به بالقول: “لا نستطيع ان نواجه الاعلام الاخر ونحن نفتقد الى وحدة العمل الاعلامي.”
د. نجيب: من الخطاب السياسي الاعلامي نستطيع تحديد طبيعة ومستوى القيادة السياسية
وفي ورقة الدكتور ابراهيم سلمان رئيس دائرة البحوث والدراسات قي الامانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي عن “القيادة السياسية..الرؤية والابعاد في الخطاب السياسي – الاعلامي” استعرض فيها تعامل الاعلام مع قضية شعب غايته استعادة دولته الوطنية الجنوبية كاملة السيادة، كونها قضية تتعرض لحملة منظمة من القوى المعادية في الدولة وبدعم اقليمي وجزء منه دولي.
واشار الدكتور نجيب الى مكامن الخطر والجهود الحثيثة لاحتواء شخصيات سياسية جنوبية لتفكيك وتفتيت القضية الجنوبية وحاجة شعب الجنوب لقيادة لموواجهة هذا الخطر وادارة الصراع السياسيضد هذه القوى المناوئة، وهو مايتمثل في الخطاب السياسي الاعلامي برؤاه وابعاده المختلفة.
واوضحت ورقة عمل الدكتور نجيب تعبير القيادة بين المفهوم والواقع ومايتعلق بهذه الجزئية في كيفية التعبير عنها بحسب الوضع العام والاحداث وهذا يتضح بالشكل التنظيمي المؤطر المحدد للمهام والوظائف والاتجهات والتوجهات وفق خطط وبرامج تستمد فعلها من المحيط المؤسسي الجغرافي – الاداري.
وتحدثت الورقة عن فهم اللوحة السياسية واصطدام السياسة من حيث المفهوم بالواقع وكينونتها كفن ترشيد القوى وخلق التوازن والاتزان في الرؤية وتنعيم القوة او تخشينها وفق الضرورات والتقديرات والحسابات في اطار الاحتمالات والتوقعات.
وشرحت ورقة العمل مفهوم القيادة كفن وارتباطه بالقدرة على الاستلهام والاستدلال والاستيعاب والاستعداد للقيام بمهام تعتمد على الفعالية وتتمحور في جملة من المهارات والقدرات والوسائل، وكل ذلك يظهر في الخطاب السياسي – الاعلامي وفكره.
واستعرض الدكتور نجيب فكرة الاستهداف والفعل والاثر والمحددات التي يرتكز عليها في الخطاب السياسي الاعلامي والانتقال من حالة الالقائية والاعداد الى التلقائية في التوصيل والتواصل عبر الوسائل الاعلامية.
واشارت ورقة العمل الى محددات الرؤية الاعلامية للخطاب السياسي وابعاده التكاملية، مشيرة الى انه من خلال الخطاب السياسي الاعلامي نستطيع تحديد طبيعة ومستوى ونشاط القيادة السياسية للاستحقاق الجنوبي لاستعادة الدولة وفرض سيادتها على كامل التراب الوطني.
المجلس الانتقالي حقق بثباته التفاف اعلامي مساند ودعم شعبي كبير
وكان للدائرة السياسية بالأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي مشاركة بورقة عمل بعنوان: الاعلام ومسار الخطاب الجنوبي قدمها الاخ بسام احمد عبدالله عضو الدائرة، واشار فيها الى ان الاعلام اصبح وسيلة لبناء الثقافات وترسيخ وتعزيز القيم والمبادئ، مؤكدا بان الاعلام هو  صناعة ثقافية تتعاضد على تأسيسها وسائل متعددة، الامر الذي جعل الاعلام محورا اساسيا في منظومة المجتمع.
وبينت الورقة العناصر الاساسية للخطاب الاعلامي التي من بينها تناول القضايا التي تهم الجماهير وتمس احتياجاتها وتقديم المعلومات الجديدة عنها وتناول القضايا الساخنة وتلك التي تحتاج الى شرح وتفسير وما الى ذلك.
كما بينت الورقة دور الخطاب الاعلامي الجنوبي في التصدي للاحتلال اليمني وممارساته، مشيرة الى الممارسات القمعية والتدمير الممنهج الذي تعرض له الاعلام الجنوبي من قبل نظام الاحتلال اليمني منذ غزو صيف 1994 ، وهو ما سبب له حالة من الضعف والوهن، بالمقابل تسخيره الدعم الكبير لإعلامه، الذي وجهه لضرب ثورة شعب الجنوب بتزوير حقيقة ما يعيشه شعب الجنوب لخداع الراي العام الخارجي وتظليله.
وتطرقت الورقة الى النجاحات التي حققها الاعلام الثوري الجنوبي في كشف ممارسات الاحتلال وسياسته ضد الجنوب في ظل عدم وجود الامكانات الكافية لصنع اعلام قوي يستطيع حمل رسالة الشعب الجنوبي الى العالم.
واشارت الورقة الى الدور الذي لعبته قناة عدن لايف عند انطلاقها في 2009م، كأول قناة فضائية جنوبية تنطلق من الخارج. واكدت الورقة على انه من المبالغة تحميل ادوات هذا الاعلام، الذي يفتقر للإمكانيات الا من بعض المواقع الالكترونية، التقصير في التصدي للحملات الدعائية والشائعات المغرضة التي تبثها وسائل اعلام يمنية، تتوزع مطابخها بين قوى النفوذ في نظام صنعاء وتلتقي في مشروع واحد وهو ضرب القضية الجنوبية.
وتحدثت الورقة عن الاعلام الجنوبي في ظل المجلس الانتقالي الجنوبي، مشيرة الى النجاحات التي حققها المجلس على الصعيدين الاعلامي والدبلوماسي، حيث تمكن الجنوبيون من التحدث الى مجلس الامن التابع للأمم المتحدة، والتحاد الاوربي ومجلس حقوق الانسان حول الوضع السياسي والانساني والاقتصادي في الجنوب. واشارت الى ان هذه الجهود الدبلوماسية والاعلامية مهدت الطريق لادراج القضية الجنوبية في اجندة المحادثات السياسية للأمم المتحدة مع تمثيل حقيقي للجنوب.
واوضحت الورقة بان المجلس الانتقالي حقق بثباته التفاف اعلامي مساند ودعم شعبي كبير، اذ كانت للمجلس الانتقالي انجازات هامة على الصعيد الاعلامي ابرزها تأهيل كوادر اعلامية في دورات محترفة في الداخل والخارج وتدشين الاعلام الرسمي بافتتاح اذاعة هنا عدن في 9 فبراير 2019 وقناة عدن المستقلة في 13 مايو 2019 من العاصمة عدن  ليدخل الاعلام الجنوبي مرحلة جديدة في تطوره.
وفي ختامها اكدت ورقة الدائرة السياسية على ان الاصل في صناعة الخطاب الاعلامي هي الممارسات المؤسساتية وبالتالي على قيادة المجلس دعم انشاء مؤسسات اعلامية قادرة على صنع خطاب يفرض حضوره وتأثيره في الداخل والخارج، والاهتمام بتأهيل الكادر الاعلامي بصورة مستمرة لمواكبة تطورات هذه المهنة، وتعزيز مبدأ الحريات الاعلامية واعتمادها هدفا من اهداف المجلس الانتقالي الجنوبي.
الاعلام الجنوبي دخل منذ اعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي مرحلة جديدة 
وقدم د. عبد الله الحو رئيس الدائرة الاعلامية ورقة عمل بعنوان: الخطاب الاعلامي الجنوبي- واقعه، تحدياته ومستقبله، أشار فيها إلى أن موضوع الورشة هو من المواضيع المهمة، التي أولاها عدد من الكتاب والصحفيين والاكاديميين اهتمامهم خلال السنوات الماضية، وخصصت لها العديد من البرامج والندوات وورش العمل واللقاءات، مشيرا الى آخر لقاء للرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي مع كوكبة من الاعلاميين الجنوبيين، موضحا أن الرئيس القائد تحدث في هذا اللقاء حديثا بالغ الاهمية والدقة، يعكس مدى ادراكه للاعلام ودوره وتأثيره والحاجة اليه، مؤكدا سعي قيادة المجلس الانتقالي الى تأسيس نظام اعلامي جنوبي فاعل، متجدد ومؤثر.

وتناول رئيس الدائرة الاعلامية في ورقته المراحل التي مر بها الاعلام الجنوبي مذكرا بمراحله الذهبية عندما كانت عدن تتصدر باعلامها (الاذاعة والتلفزيون والصحافة) المشهد الاعلامي في محيطها وتتنافس مع اعلام دول عربية مهمة.
 واكد د. الحو في ورقته ان الاعلام الجنوبي تعرض لتدمير ممنهج في منظومته ابتداء من بنيته التحتية وانتهاء بكادره الذي تعرض للاقصاء والتهميش منذ احتلال الجنوب في يوليو 1994، مشيرا إلى أن الاعلام الجنوبي دخل منذ اعلان عدن التاريخي في 4 مايو 2017 وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي مرحلة جديدة في تاريخه لها خصائصها وسماتها ووسائلها، منوها الى ظهور اذاعة هنا عدن وقناة عدن المستقلة وبعض الصحف والمواقع الالكترونية التي رافق ظهورها هذه المرحلة في ظل مغادرة الاعلام الرسمي للعاصمة عدن وتوقفه عن العمل منذ 2015 .
وتناولت الورقة التحديات التي تواجه الاعلام الجنوبي والهجمة الشرسة التي يتعرض لها الجنوب من قبل وسائل اعلام ومواقع الكترونية مدعومة من قبل انظمة معروفة بعدائها للجنوب وللمشروع العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة. وتساءلت الورقة عن المهنية التي تتشدق بها هذه الوسائل، حين تنشر اخبارا عارية عن الصحة وصورا جرى تعديلها كما هو الحال في مناسبات كثيرة.
 واكدت الورقة على ان صناعة  خطاب اعلامي رفيع، يتطلب توفر عناصر كثيرة اهمها عنصر المؤسساتية، حيث الاصل في صناعة الخطاب هو العمل المؤسسي وليس الفردي، مع عدم التقليل من دور الافراد. وحثت الورقة على وضع استراتيجية للخطاب الاعلامي الجنوبي من جملة من الثوابت والمرتكزات من بينها التأكيد على مركزية الهوية الوطنية الجنوبية، وتعزيز الثوابت والقيم والمبادئ لشعب الجنوب وفي مقدمتها مبدأ التسامح والتصالح، وتوضيح مواقف شعب الجنوب المؤيدة للتحالف العربي، فشعب الجنوب شريك فاعل واساسي مع التحالف العربي في معركة الدفاع عن المشروع العربي وغيرها من الثوابت والمرتكزات.
واختتم رئيس الدائرة الإعلامية ورقته بالتذكير بأولويات المرحلة الراهنة بالنسبة لما يجب فعله لتطوير الخطاب الاعلامي، الذي يتطلب بناء منظومة من الرموز التي تعزز الانتماء للوطن الجنوبي.
فاطمة العبادي: الاعلام الجنوبي سيظل اللاعب الرئيسي في توجهات الرأي العام
وقدمت الصحفية الباحثة فاطمة العبادي ورقتها التي بعنوان: “دور وسائل الاعلام في ابراز اهمية اتفاق الرياض”، واستعرضت فيها اهمية وسائل الاعلام الجنوبية كونها رافدا معلوماتيا مهما ومؤثرا حقيقيا في اخبار الجنوبيين بشؤون وطنهم واحوالهم في ظل القصور في الوعي السياسي ومغالطة الحقائق من قبل الاعلام المضاد الاخونجي والحوثي والتخبط السياسي الداخلي، مشددة ان الاعلام الجنوبي سيظل اللاعب الرئيسي في توجهات الرأي العام وابراز الدور الجنوبي واخر المستجدات فيما يخص الاتفاقات الخارجية التي تعزز الشراكة الجنوبية مع الاشقاء في التحالف العربي.
واشارت العبادي في ورقتها الى دور الاعلام في نقل الانجازات التي تحققت على ارض الواقع منذ تفويض المجلس الانتقالي من قبل شعب الجنوب في 4 مايو 2017م، والتمكن من توحيد المكونات الجنوبية لهدف واحد وهو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، واستطاع خلال مسيرته الزمنية القصيرة ان يستكمل البنى المؤسسية التشريعية والتنفيذية والامنية ووضع الرؤى السياسية والاقتصادية والامنية والقانونية لإدارة الدولة الجنوبية، وايضا تمتين وتطوير علاقة الشراكة مع التحالف العربي للتصدي لجماعة الحوثيين، كما حقق النجاحات في مكافحة الارهاب والاسهام في تحقيق الاستقرار الامني.
واوضحت ورقة العبادي دور الاعلام مع اطلاق المجلس للحوار مع المكونات الجنوبية والشخصيات السياسية والاجتماعية لخلق اصطفاف جنوبي اوسع استعدادا للاستحقاقات القادمة، ومصاحبته لتطوير المجلس لعلاقاته الخارجية وفتح مكاتب التمثيل الخارجي في عديد من الدول الكبرى، وعلاقاته في التواصل والتشاور مع تلك الدول بشأن حل القضية الجنوبية.
ونوهت ورقة العمل لنقل الخطاب الاعلامي لانتصارات قوات المجلس الانتقالي في ميادين المعارك والجبهات ضد قوات الاخوان والحوثيين، وكيف نقل محاولات السيطرة على مراكز ومرافق الدولة بشكل غير مشروع وترهيب المدنيين لغرض تمكين قوات الاخوان من الاستيطان بالمحافظات الجنوبية والسيطرة على مواقع الموارد واضعاف القوى الجنوبية، وكيف قامت وسائل الاعلام الجنوبية بكشف خروقات الاخوان في مواقع الصراع وانتهاكاتها بحق المدنيين.
واشارت فاطمة العبادي الى مهام الاعلام في تغطية الازمات، وكيفية جعله اداة من ادوات السياسة الخارجية، كما استعرضت تعامل وسائل الاعلام مع اتفاق الرياض والشراكة الجنوبية مع التحالف، بالإضافة الى مكاسب القضية الجنوبية من اتفاق الرياض في الاعلام.
أبو عوذل: لابد من تحصين المؤسسات الاعلامية الكترونيا ووظيفيا
وفي ورقة الاعلام الوطني في الجنوب.. بين الواقع والطموح – كيف نحمي الثوابت الوطنية، التي قدمها رئيس تحرير موقع اليوم الثامن، الصحفي صالح أبو عوذل، ترحم في بداية تقديمها على روح شهيد الصحافة والاعلام الجنوبي المصور الحربي نبيل القعيطي الذي يفتقده شعب الجنوب والاعلام الجنوبي بشكل كبير.
واشار ابو عوذل في ورقته الى الدور المهم للإعلام الوطني والاهلي في القضايا الوطنية والدفاع عنها، وكيف انه يشكل حماية مهمة للثوابت الوطنية، من خلال التصدي للخطابات العدائية وتوعية المجتمع وتنويره ووضعه امام الصورة الحقيقية لأي حدث.
واكد ابو عوذل ان الاعلام في الجنوب رغم ما يتملكه من عراقه سبقت جيرانه الا انه تعرض لانتكاسة كبيرة ساهمت في ضياع الوطن ومقدراته بالدخول في الوحدة اليمنية التي لم يكتب لها النجاح.
واستعرضت ورقة العمل عدد من النماذج والامثلة التاريخية لدور الاعلام في نقل الاحداث التاريخية وتأثير المعلومات المضللة في تنفيذ مشاريع خاصة لتحقيق اهداف معينة قد لا يحققونها ولكن تلك المعلومات تتسبب في النهاية بتوترات ومعمعة كبيرة، كتصوير الاعلام مثلا لصراعات سياسية انها صراعات اهلية داخلية يقع الشعب في النهاية ضحية لها.
وكان لتاريخ الاعلام الجنوبي بعد الاستقلال جزء في ورقة ابو عوذل ذكر فيه بأسبقية عدن كأول عاصمة تعرف الاعلام بمختلف انواعه من صحافة وتلفزيون واذاعة، وكيفية تحول الاعلام مع الاحداث الى اعلام يمثل شخوص، وينحاز لطرف من اطراف كانت تتصارع فيما بينها، ومؤكدا في الوقت ذاته ان هذا لا يعني التشكيك في وطنية أحد حيث ان هناك الكثير من كوادر الاعلام الجنوبي يظلون نبراسا وجنودا افتدوا وطنهم بأرواحهم.
وتحدث ابو عوذل في الجزئية التاريخية عن عدم تحمل الاعلام مسؤولية صراعات الماضي التي حدثت بعد الاستقلال وما مر من خلل في هرم قيادة الاعلام والذي وضع معايير الاقربون اولى بالقيادة وصارت قيادة الاعلام تخضع لمعيار الولاء للأشخاص بدلا من الولاء الوطني اولا والكفاءة ثانيا الا فيما ندر، ولكنه اشار ان الاعلام كان حلقة ضعيفة واداة ساهمت في الترويج لمشاريع لا تتوافق وطبيعة المجتمع الجنوبي، ناهيك عن كونه اداة لبعض شخوص السلطة في صراعهم المدمر لمقدرات الوطن.
 وقدم ابو عوذل في ورقته نظرة عن الاعلام بعد الوحدة وسيطرة نظام صنعاء عليه واستخدام شخصيات تدين بالولاء لذلك النظام لتضليل الشعب بالحديث عن الردة والانفصال، بل وقام باستخدام صحف يمنية تطبع في عدن لتحمل خطابا متطرفا ضد الجنوب وتحولت بعد اعلان الحرب على الجنوب في 27 ابريل 1994م الى منابر لنشر الفتاوى التكفيرية الشهيرة وشعار الوحدة او الموت، مشيرا الى ان نظام الاحتلال سلم مؤسسات عدن الاعلامية الى ضباط مخابراته.
وكان للصحافة الوطنية المستقلة ومرحلة ما بعد الحراك مكان حيث استعرضت ورقة العمل نماذج من الاعلام الجنوبي الثوري في تلك المرحلة مستعينا بذكر عدة امثلة من وسائل الاعلام التي برزت في تلك الفترة.
واشارت الورقة الى اهمية تأسيس الاعلام الوطني على اسس ومداميك صلبة بعد تأسيس المجلس الانتقالي، وضرورة تضافر الجهود لمواجهة هذه الحرب الوحشية واهمية وضع خطوط عريضة لما يجب ان يكون عليه الاعلام الوطني الجنوبي في الوقت الراهن وفي المستقبل، مطالبا بتحصين المؤسسات الاعلامية الكترونيا ووظيفيا، متمنيا ان تكون قرارات الاعلام سيادية بعيدا عن كسب الولاءات الشخصية على حساب الولاءات الوطنية.
مناقشة أوراق العمل المقدمة والمداخلات وتوصيات مخرجات الورشة
وقد شهدت الورشة مناقشات لأوراق العمل المقدمة ومداخلات قدمها المشاركون، وعلى اثر ذلك خرجت الورشة بالتوصيات التالية:
التأكيد على مركزية الهوية الوطنية الجنوبية ووضوحها، وإنّ الجنوب كان دولة عربية ذات سيادة، وشعب الجنوب العربي جزءٌ من الأمة العربية والإسلامية
تطوير الخطاب الإعلامي الجنوبي المعبِّر عن أهداف وتطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته بحدود 21 مايو 1990 وسعيه إلى بناء دولة فيدرالية مستقلة على كامل التراب الجنوبي من المهرة وسقطرى شرقا إلى باب المندب غربا.
توضيح مواقف شعب الجنوب المؤيدة للتحالف العربي والتزام الجنوب بالوقوف إلى جانب دول التحالف في مواجهة صلف أعداء المشروع القومي العربي
تأكيد التزام الجنوب العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي بمكافحة الإرهاب والتطرف وحماية الملاحة الدولية وممرات التجارة العالمية وتحديدا في البحر العربي وخليج عدن ومضيق باب المندب والتزامه بتحقيق السلام والأمن الدوليين.
إبراز الخطاب الديني الذي يعكس الصورة الحقيقية للإسلام المتسامح والمنفتح على الحضارات والثقافات الأخرى بشكل يؤكد على القيم الإسلامية المتمثلة بالاعتدال والتسامح ونبذ العنف والتطرف.
تنظيم مجموعة من ورش العمل التوعوية والتدريبية الدورية لتشمل جميع محافظات الجنوب في ذات السياق وبالتعاون مع كافة المؤسسات الإعلامية والصحفية الجنوبية والإعلاميين والنشطاء المستقلين.
تبني قضية الارتقاء بالخطاب الإعلامي الجنوبي من أجل ترسيخ ثقافة التسامح ونبذ العنف والكراهية انطلاقا من مبدأ التسامح والتصالح الجنوبي، بحيث ينعكس على كل برامج وأنشطة المؤسسات الإعلامية والصحفية الجنوبية.
معالجة جوانب القصور والإشكاليات، التي لازمت العمل الإعلامي الجنوبي على مدى سنوات طويلة بسبب التدمير الممنهج الذي طالته المنظومة الإعلامية الجنوبية برمتها، بالإضافة إلى عدم وجود استراتيجية موحدة، وعدم التحدث بلسان جنوبي واحد خاصة في وقت الشدائد والمحن.
توحيد المصطلحات والخطاب الإعلامي وعدم الاعتماد على مصادر إخبارية مجهولة  والتسابق في نشر ما تبثه هذه المصادر وكذلك على ضرورة وجود قواسم مشتركة  للخطاب الرسمي الجنوبي والخطاب الشعبوي والأهلي العام.
التشديد على أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أساسا لتأصيل الأزمات في الشارع الجنوبي، حيث أعطت مساحة حرة تهدد الوحدة الوطنية الجنوبية , وأكدت الورشة  على عدم انجرار وسائل الاعلام الجنوبية  وراء كل ما ينشر في مواقع التواصل .
التصدي لسموم الإعلام المضلل التي تبثها وسائل إعلام مضادة للجنوب ولقضية شعب الجنوب وتطلعاته المشروعة، وكشف وتعرية زيف هذه الوسائل للرأي العام.