*”أسطورة الشجاعة والفداء: موقف من مواقف ذويزن أبو سيف في ملاحم تحرير الحديدة”*

*”أسطورة الشجاعة والفداء: موقف من مواقف ذويزن أبو سيف في ملاحم تحرير الحديدة”*
كتب/أدهم الصماتي.
في خضم المعارك، حيث تُقلب الأحداث وتنقلب فيها القلوب، تبرز مواقف بطولية تُخلد في ذاكرة التاريخ، من تلك اللحظات المضيئة، نستذكر الحَدَث العظيم الذي سجله القائد العقيد ذويزن أبو سيف، قائد اللواء الثاني عشر عمالقة، والذي تجسد فيه معنى الشجاعة والتضحية والفداء في آبهى صوره.
خلال المعركة العنيفة في عملية تحرير أحد مديريات محافظة الحديدة من مليشيات الحوثي، تعرض القائد ابو سيف ومرافقيه لصاروخٍ مدمر، كان بمثابة تحدٍ حقيقيٍ للصمود والشجاعة. وما شاهدناه بأعيننا في تلك اللحظة كان مشهدًا يجسد في كل معاني التضحية والفداء. في وسط أزيز الرصاص وصوت المدافع التي تردد أصداءها في كل مكان، قام القائد أبو سيف بما قد لا يفعله كثيرون. رأيناه يحتضن أحد مرافقيه الجرحى، غير آبه بالخطر المحدق به في المعركة، مفضلاً أن يبقى إلى جانب رفيق دربه. كانت تلك اللحظة تجسيدًا حيًا للولاء والمروءة، حيث لم يكن يملك رفاهية التفكير في النجاة الشخصية، بل اختار أن يغامر بنفسه ليكون عونًا لجنوده الذين يحتاجونه.
لم يستدعِ القائد الشجاعة فقط في تلك اللحظة، بل أظهر إنسانية فريدة، تعكس ما يعنيه أن تكون قائدًا في ميادين الشرف. بل جسد إنسانية القيادات الحقيقية، حينما أضهر أن التضحية والفداء لا يمكنهما الانفصال وسط أشداد المعركة. صورته وهي تحتضن رفيقه تحت زخات الرصاص أكدت للجميع أننا لا نحارب وحدنا، بل نُقاتل كعائلة، كإخوة يجمعهم هدف واحد.
نقول بوضوح، لم نشهد أبدًا مثل هذا الموقف العظيم في تاريخ الحروب. في زمن تكثر فيه الخيبات، كان العقيد أبو سيف بمثابة شعاع النور، الذي يذكّرنا بأن الأبطال ليسوا فقط من يحملون السلاح، بل الذين يكونون على استعداد للتضحية في سبيل رفاقهم.
فلله درك يا أبو سيف. لقد سطرت في قلوبنا وعقولنا درسًا لا يُنسى عن الفداء والإيثار، وسجلت في تاريخ الوطن ملحمة من الشجاعة الخالصة. وها نحن، في ذكرى تلك اللحظة البطولية، نجدد عهدنا وولاءنا لك، مؤكدين أننا كجنودك المخلصين، سنواصل السير على خطاك، مُستلهمين من شجاعتك وفروسيتك في المعارك القادمة، نبقى على العهد عاقدين العزم على تحقيق النصر أو الشهادة.